
صدى رجالات أسفي في التاريخ – الحلقة 82
إعداد: الدكتور منير البصكري الفيلالي / أسفي
السيد عبد القادر تيمول
من مواليد مدينة أسفي سنة 1942، بها قضى طفولته وتلقى تعليمه قبل مواصلة باقي مراحل حياته التي اتسمت بالعمل الدؤوب والجدية المطلوبة. فهو أحد المتخصصين القلائل في السفن النووية، إلى جانب خبرته المتميزة في عالم البحار والمحيطات .. فهوالخبير في الشؤون البحرية، الذي كرس حياته للبحث العلمي في القضايا المتعلقة بالبحر، حيث شكلت أعماله العلمية في المجال البحري مرجعا أكاديميا للباحثين يعتد به لقيمته العلمية الوازنة.
مثل المغرب في المنظمات الدولية و في مختلف المؤتمرات واللقاءات العلمية وكان دائما في خدمة وطنه وتمثيله في غير قليل من المحافل الدولية مدافعا عن مصالح وثقافة وتاريخ بلاده داخل هذه المنظمات.
ولج السي عبد القادر تيمول المدرسة البحرية بأسفي سنة 1953، قبل أن يشتغل في التجارة البحرية بالدار البيضاء وأسفي، ليحسن بعدها من تكوينه عندما سيلتحق بمدرسة ضباط البحرية سنة 1962
شغل هذا الباحث عددا من المناصب الإدارية، من ضمنها مراقب بحري رئيس ومتصرف للشؤون البحرية، ثم مستشارا بالوزارة الكندية للصيد والبحار، وممثلا للمغرب بصفته خبيرا بمنظمة الأغذية والزراعة (فاو) كما شغل منصب عضو بالاتحاد الدولي للصحافة الفرنكفونية، ورئيس تحرير عدد من المجلات، وأستاذا بالمعهد العالي للدراسات البحرية بالدار البيضاء، كما حصل على وسام المكافأة الوطنية سنة 1990.
للسيد عبد القادر تيمول عدد من المؤلفات على صلة بالشؤون البحرية، من ضمنها “المغرب عبر السجلات البحرية .. من عصور ما قبل التاريخ إلى 1873 “، و” تطور ومؤهلات الصيد بالمغرب (1914-1985) ” ، “ومبادئ تنظيم الصيد البحري بالمغرب” ، و “لمحة عن الإدارات والمقاولات البحرية بالمغرب “، و ” البحر في تاريخ المغرب .. من الحسن الأول إلى الحسن الثاني”. وأيضا ” المغرب والمحافظة على البيئة “، و “التاريخ الفوتوغرافي” بالمغرب .. 1873-1934″ و ” أنظمة البحارة والسفن المغربية” و “آسفي في التاريخ البحري .. محاولة للتلخيص من الأصول إلى يومنا هذا”، و” نظام ملكية بنايات البحر..” .
كما ساهم السي عبد القادر تيمول بمئات المقالات في الصحف والمجلات حول مواضيع : ” الجهاد البحري عند العرب “، و ” القرصنة “، و “المغرب القديم والبحر”، و ” التوجه البحري للمغرب ” وغيرها …
كل هذا الزخم من الأعمال الكبيرة من أبحاث ودراسات ومقالات التي أغنى بها السيد تيمول الخزانة البحرية في المغرب ، تكشف ـ لا محالة ـ عن تفانيه في الحياة .. فكان موفقا في مهامه ، مواصلا اجتهاده في مجال تخصصه . وكأني بالشاعر مولاي علي الصقلي رحمه الله يخاطبه مبرزا افتنانه بالبحر يقول :
رآه أساسا للحيــاة ، فلم يـــــزل به يتغنى ، مانحا أمره السبقا
هام حتى صاغ من كل قطــــرة لآلئ عزت بين أمثالــها نسقـا
وحلق إبداعا كما شــــاء حذقـــــه فلله مما أبدعت يــده حذقـــــا
وكالبحر ماء سال حبرا يراعـــه بما دق من سر محيط وما رقا
فخضناه بحرا سال حبرا ، فجادنا بخير لآل تستثير ، ولا أرقــى
فبوركت يا هذا الذي قد ملكتــــــا بما قلته خطا ، وما قلته نطقــا ..