مجتمع

إقليم قلعة السراغنة.. جهود حثيثة لتكريس التعليم الأولي بالعالم القروي

جعلت المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، خلال مرحلتها الثالثة، بشكل خاص، من قضية التعليم الأولي وتعميمه، لاسيما بالعالم القروي، في صلب تدخلاتها، وذلك بمعية شركاء آخرين. ويعزى هذا الاهتمام الخاص، الذي توليه المبادرة للتعليم الأولي، إقليميا ووطنيا، إلى الوعي الكبير بأهمية هذا النمط من التعليم، وإيجابياته على بناء شخصية الأطفال وتعزيز ملكاتهم الإدراكية والتربوية والبيداغوجية. وتهدف تدخلات المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، في إطار مرحلتها الثالثة، بالأساس، كورش كملكي ضخم، في هذا الاتجاه، إلى استمرارية العرض المدرسي بالمناطق القروية والنائية، من أجل تجويد التعليم الأولي، وتعزيز الوعي بأهميته في تنشئة الأطفال، خاصة الفتيات.

وبلغ الغلاف المالي الإجمالي المخصص لدعم التمدرس والتصدي لظاهرة الهدر المدرسي والمساهمة في تعميم التعليم الأولي، برسم الفترة (2019-2021) بالوسط القروي على صعيد إقليم قلعة السراغنة، في إطار المرحلة الثالثة من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، أزيد من 110 ملايين درهم.

وتساهم المبادرة الوطنية للتنمية البشرية بشكل كبير في تعميم التعليم الأولي بإقليم قلعة السراغنة، وخاصة بالوسط القروي، وذلك بشراكة مع جميع المتدخلين، على اعتبار أن دعم هذا النمط من التعليم يعد محورا أساسيا ضمن برامج المبادرة، بالنظر لما له من تأثير إيجابي على المستوى الاجتماعي والتعليمي للطفل.

وهكذا، شملت تدخلات المبادرة، برسم الفترة (2019-2021) ، على الخصوص، إنجاز وحدات للتعليم الأولي بالإقليم، وتوفير النقل المدرسي، وتهيئة دور الطالب والطالبة، إلى جانب الدعم المدرسي، و الدعم الاجتماعي والتضامني (برنامج المبادرة الملكية مليون محفظة)، وكذا الصحة المدرسية، وتأهيل المؤسسات التعليمية. وبحسب معطيات لقسم العمل الاجتماعي بعمالة إقليم قلعة السراغنة، فقد بلغ عدد الوحدات المبرمجة الموجهة للتعليم الأولي بالإقليم، 109 وحدات، موزعة على 77 وحدة تم إنجازها، و32 أخرى توجد في طور الانجاز، و58 وحدة مشغلة، بعدد أقسام يصل إلى 90 قسما، وعدد المربيات إلى 90 مربية.

وأوضح المصدر ذاته، أن عدد المستفيدين برسم الموسم الدراسي الحالي (2021-2022) من هذه الوحدات، التي تطلبت تعبئة استثمار قدره 53 مليون درهم، يصل إلى 2026 مستفيدا.

وتجدر الإشارة إلى أنه يتم التكفل بتأطير الوحدات المحدثة، لمدة سنتين، في إطار شراكة مع (مؤسسة زاكورة للتربية). وعاينت وكالة المغرب العربي للأنباء بالجماعة الترابية جبيل، مختلف الجهود التي يتم بذلها بوحدة للتعليم الأولي، من أجل تمليك الأطفال العدة اللازمة للتعلم، وذلك عبر مختلف الأنشطة الترفيهية والبيداغوجية والبرامج المنتقاة. وعبأت هذه البنية، التي تم إنجازها على مساحة 550 متر مربع، 250 منها مبنية، غلافا ماليا قدره 1.494.400 درهم، منها 1.089.400 للبناء، و405.000 درهم للتجهيز والتأطير الذي يمتد لسنتين. ويستفيد من هذه البنية 95 طفلا، وتعد نتاج شراكة بين المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، والمديرية الإقليمية للتربية والتعليم الأولي والرياضة، والجماعة، ومؤسسة زاكورة للتربية، كما تتألف أساسا، من ثلاث قاعات، ومرافق إدارية. وتوقفت مربية التعليم الأولي، فاطمة الزهراء عبيبة، عند الأهمية القصوى لهذا النمط من التعلم، لاسيما في ما يتعلق ببناء شخصية الأطفال وإيقاظ الذهن، وتعزيز الملكات الإدراكية. وأبرزت السيدة عبيبة، في تصريح لقناة (M 24) التابعة للمجموعة الإعلامية لوكالة المغرب العربي للأنباء، جهود المبادرة ومؤسسة زاكورة للتربية من أجل تعميم التعليم الأولي، من خلال الاعتماد على التقنيات البيداغوجية، عبر ورشات موجهة للألعاب والتلوين والحساب والكتابة والقراءة، في أفق ضمان انسيابية الانتقال نحو التعليم الابتدائي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

5 × 4 =

زر الذهاب إلى الأعلى
MCG24

مجانى
عرض