ثقافةمجتمع

صدق أو لا تصدق، المجرمون يحبون التواجد على وسائل التواصل الاجتماعي

نشرت مجلة Bloomberg مقالا مطولا حول نصائح شرطي سابق ينصح فيه المشتغلين عبر الأنترنيت عن كيفية المحافظة على تحفيز وأمن المشتغل، من خلال تجربته كمحقق اشتغل على قضايا الإنترنيت حتى أضحى مرجعا في المجال لزملائه.
ولأهمية المقال ولتعميم الفائدة ، تنشر mcg24 نص المقال بالعربية.

إذا كنت تشعر بالثقل من تطلّب عملك التحديق لساعات طويلة في الشاشات، فربما عليك التفكير في أيام عمل الشرطي المتقاعد مارك فينتون الذي فضل خلال عمله عن صفارات الإنذار والأصفاد وحتى المطلوبين، مراقبة المجرمين على الأنترنيت، في إطار وظيفته كمحقق خاص على الشبكة.

يقول المحقق السابق في فانكوفر:

“صدق أو لا تصدق، المجرمون يحبون التواجد على

وسائل التواصل الاجتماعي”.

ويضيف: “الكثير منهم يمتلك حسابات باسم حيواناتهم الأليفة”، وخذ هذه المعلومة الإضافية: “هم أيضاً يميلون لمصادقة شركائهم في الجرائم على وسائل التواصل”.

في فترة التسعينيات من القرن الماضي، كان فينتون بمثابة الشرطي الفريد الذي يفهم عالم الإنترنت، بدءاً من مشاركة الملفات عبر “نابستر” (Napster)، وعناوين بروتوكولات الإنترنت، والنطاقات المتخصصة على الشبكة. وسرعان ما استعان زملاؤه في الشرطة بمعرفته هذه لتعقب المعلومات عن قضاياهم من الإنترنت. قاد ذلك إلى تدريب ضباط آخرين، وفي نهاية المطاف إلى شراكة مع وكالة الخدمة السرية ومكتب التحقيقات الفيدرالي وإلى مساعدة البنوك الكبرى كذلك. وفي عام 2015، علّق فينتون شارته الخاصة بالشرطة، وانتقل للعمل في التحقيقات الخاصة، وهو يعمل حالياً مع الوكالة الكندية “هاي وود هانت” (Haywood Hunt).

رجال الأعمال هم من العملاء الدائمين لدى فينتون، لأنهم حسب قوله: “يريدون التحقق من شركائهم بعناية قبل إبرام أي صفقات معهم”. حيث يقوم المحقق بالبحث في وثائق المحاكمات وسجلات الممتلكات وحسابات التواصل الاجتماعي وسجلات التأسيس التابعة لهم، حتى يتوصل في النهاية لبناء سير ذاتية عنهم. وفي الجزء المتبقي من وقت عمله، يركز فينتون على قضايا تتراوح من حالات الاحتيال على مواقع التواصل الإجتماعي إلى اختلاس الأموال والإصابات الشخصية وحالات التحرش عبر الإنترنت. وبما أن عمله يفرض عليه أحياناً نوعاً من العزلة والضيق، إليك ما يفعله ليبقي نفسه مُحفزاً ومتواصلاً:

قل لا للأعمال التي لا تشعر بأنها صحيحة

يرفض فينتون تولي قضايا استغلال الأطفال (إنه عمل مروع”). كما أنه يتردد في تولي التحقيقات المتعلقة بالأشخاص المفقودين. يقول فينتون: “عندما يختفي الأشخاص، فإنهم غالباً لا يريدون أن يتم العثور عليهم”. وإذا أدرك أن لدى الباحث – عادة ما يكون الزوج أو الزوجة – نوايا سيئة، فإنه يقترح أن تبقى نتائج التحقيقات سرية.

الأعمال الآلية تزيل عقبات التفكير

بدلاً من التذمر وتمتمة الشتائم عند مواجهة ما يبدو كعقبات لا يمكن تجاوزها خلال بحثه، وجد فينتون أن من الأفضل له القيام بأعمال مثل طلاء المرآب أو غسل الأطباق. يقول فينتون: “عندما أقوم بالطلاء، يكون ذهني في حالة فراغ تام، وعندها أتوصل لأفضل الأفكار”.

صادق “ثاني” أفضل المتوفرين في محيطك

لم تتمكن من الوصول إلى مسؤول بعينه أو مدير التوظيف؟ جرب التواصل مع صديقه. أحياناً يجد فينتون معلومات عن أحد المشتبه بهم من خلال محادثة عبر الإنترنت. يقول: “ذات مرة أرسلت لأحدهم (مرحبا، عليك الحذر، هذا الشخص خطر)”. قادت هذه الرسالة لشهرين من المحادثات، قام بعدها هذا الشخص بالتحدث مع الشرطة وساعدهم على حل جريمتي قتل. يضيف فينتون: “تكوين الصداقات مع الناس يفتح كافة أنواع الأبواب”.

الأيام غير المتوقعة تبقيك يقظاً

تحريك الأمور قليلاً يمكنه تقليل ثقل المشقة في أي عمل. تتنوع المهمات التي يعمل عليها فينتون من قضايا المخدرات والعصابات إلى جرائم ذوي الياقات البيضاء. وهو باستمرار يشعر بالمفاجأة والرضا عما تقود إليه هذه القضايا.

انجرف بالبحث في مجال عملك

ستكون أكثر سعادة في عملك إذا كنت تراه كتجربة تعليمية. بالنسبة لفينتون، يعني هذا استغلال التطور المستمر للإنترنت للكشف عن استراتيجيات جديدة للتحقيقات، مثل الوسائل التي تحدد ما إذا كان لدى شخص ما حساب على وسائل التواصل الاجتماعي أو لا، وما قد يكون اسم المستخدم الخاص به. حيث يقول فينتون: “على الأرجح أقضي وقتاً في البحث عن تقنيات جديدة أكثر من الوقت الذي قضيته في العمل على التحقيقات نفسها”.

لا تكن أحمقاً على الإنترنت

يمكن أن يُعزى الكثير من نجاح عمل فينتون إلى حماقة المستخدم. يقول: “يُطلب من كبار الموظفين في المنظمات أو الحكومة عدم التواجد على وسائل التواصل الاجتماعي. كان أحد هؤلاء يستضيف حلقة دروس ويقوم بنشر عنوان منزله، وهو يدعو الغرباء، وبأخذ منصب هذا الرجل بالاعتبار فهو كان فعلياً يدعو الاستخبارات الأجنبية لمنزله”.

يقترح فينتون استخدام التطبيقات الخاصة وتطبيقات وسائل التواصل الاجتماعية عوضاً عن متصفحات الويب، باعتبارها أكثر أمناً. كما يوصي بمقابلة الغرباء عبر الشبكة من خلال محادثات الفيديو بأسرع وقت ممكن. (“المحتالون لن يقبلوا إجراء محادثات الفيديو”). وبصفة عامة، ينصح الشرطي السابق بالبقاء بعيداً عن وسائل التواصل، ما لم تكن وظيفتك تتطلب ذلك.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

4 × 4 =

زر الذهاب إلى الأعلى
MCG24

مجانى
عرض