مجتمع

“سوق الأحد” بأكادير.. حيث يوجد كل ما يشتهيه الصائم

للأسواق الشعبية في ذاكرتنا الرمضانية طابع خاص، فهو المكان الذي يعبر عن عاداتنا الغذائية، والمكان الذي يربط الماضي بالحاضر رغم انتشار المجمعات التجارية والأسواق الكبرى.

وفي مدينة الإنبعاث يقصد كل من يستعد لتحضير سفرة الإفطار وجهة واحدة، حيث تبدأ رحلة ما قبل آذان المغرب بحثا عن المكونات والمواد الأساسية التي تحتاجها أطباق المآكولات التي تزين موائد أهل سوس، فكل الطرق داخل أكادير تؤدي إلى “سوق الأحد”.

عند الوصول إلى بواباته التي تشبه مداخل القلاع القديمة، تجذبك الروائح التي تفوح من هنا وهناك، في تناغم مع أصوات الباعة الذين يتنافسون في عرض منتجاتهم كل بطريقته الفريدة للفت انتباه الزبون، حيث يجد المشتري نفسه بين متاهه كثرة المعروضات وبين ضيق الوقت خلال الفترة التي تسبق طلقات مدفع الإفطار .

وفي تصريحات لوكالة المغرب العربي للأنباء، أكد بعض التجار بالسوق، أن العرض وافر ومتنوع من مختلف المواد والمنتجات الأساسية خاصة تلك المرتبطة بشهر رمضان، حيث يلبي حاجيات المشترين، مبرزين أن غالبية الأسعار مستقرة وتبقى في مستوياتها الاعتيادية، مع تسجيل بعض التغيرات النسبية في أسعار بعض المواد.

وفيما يخص الحركة التجارية، أضاف هؤلاء، أنها عرفت إنتعاشا ملحوظا مع حلول الشهر الفضيل، وعادت بنسبة كبيرة إلى ما قبل أزمة كورونا، موضحين أن القدرة الشرائية للزبائن رغم ذلك تبقى محدودة.

ويعكس سوق ” لحد” كما يحلو للساكنة المحلية تسميته، الأهمية الاقتصادية للمدينة، وولع سكان سوس واتقانهم لحرفة التجارة منذ القدم، حيث تتم فيه معاملات تجارية، تخدم بشكل كبير الرواج السياحي، ودوران عجلة الإقتصاد بجهة سوس ماسة.

ويضم المزار الذي تأسس بعد زلزال عام 1960 بعدما دمر السوق القديم، حوالي 6000 محل تجاري، يهتم كل واحد منها بنوع معين من المواد، من توابل وخضر وفواكه، وألبسة وإلكترونيات مرورا بالأسماك واللحوم وغيرها من المعروضات العصرية والتقليدية.

ويعتبر المركب التجاري “سوق الأحد” من أكبر الأسواق على الصعيد الوطني، حيث يمتد على مساحة مغطاة تقدر بحوالي 9 هكتارات، ويعرف حركة دؤوبة على امتداد أشهر السنة، وطيلة أيام الأسبوع، عدا يوم الإثنين.

وكان مجلس جهة سوس ماسة خلال دورته العادية لشهر مارس 2021 قد صادق على ملحق لاتفاقية شراكة تم بموجبها رصد مبلغ مالي إضافي حدد في 20 مليون درهم من أجل إتمام الأشغال الخاصة بمشروع تهيئة “سوق الأحد” بكلفة اجمالية بلغت ما مجموعه 180 مليون درهم.

ومع مرور الزمن، ظل “سوق الأحد” يزدان بجاذبيته وسحره، مؤكدا على أهميته التاريخية وهندسته الفريدة التي قاومت تقلبات الطبيعة، ونقطة جذب سياحية رئيسية، يقصدعها كل من يحط رحاله على أرض سوس، وسمة نمطية من الحياة اليومية للساكنة الذين يجدون فيه سجلا شعبيا واجتماعيا، وملاذا للبساطة والأصالة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

3 × 4 =

زر الذهاب إلى الأعلى
MCG24

مجانى
عرض