
عبد اللطيف أفلا
ألِفنا كثيرا سماع خبر وقوع اعتداءات إرهابية بين الفينة والأخرى، من قبل تنظيم داعش في الصحراء الكبرى بين النيجر ومالي وبوركينافاسو، لذلك عادة ما تتم حماية القوافل التجارية عبر الشاحنات من طرف الجيش البوركينابي، وبشارة العثور على السائقين المغاربة الأربعة الذين فُقِدوا صبيحة يوم السبت الماضي 18 من الشهر الجاري، بعدما كانوا على متن 3 شاحنات في الطريق بين بوركينافاسو والنيجر، هي بشارة خير، وثناء على الديبلوماسية المغربية بالرغم من بقاء احتجاز الشاحنات من قبل الجماعات الإرهابية.
ولا عجب في تكرار مثل هذه الحوادث بتلك المنطقة، حيث سبقتها العديد من الحالات المشابهة والدموية التي تستهدف جل القوافل التي تضطر لعبور “دوري” و”تيرا” بين شمال شرق بوركينا فاسو، و غرب النيجر، وهي المنطقة المليئة بالقراصنة وقطاع الطريق والخلايا الإرهابية.
ألِفنا كذلك بروتوكول السلامة المعلن قبل الاقتراب من محور (دوري – تيرا) ، سائلين الله تعالى أن تأتي الساعات القادمة ببشارة العثور على المفقودين المغاربة بأمن وأمان، وهو رجاء كل المغاربة منذ مباشرة سفارة المملكة المغربية بواغادوغو مع السلطات البوركينابية عمليات البحث.
لكن عندما يكون الحل بأيدينا، فلماذا الانتظار والمجازفة بحياة السائقين، و المخاطرة بأمان الحركة التجارية بين المملكة المغربية وبلدان القارة الإفريقية؟
تدعو هذه الواقعة الخطيرة إلى التحرك اليوم قبل الغد، من أجل فتح الطريق البحري “اكادير-دكار” والذي لطالما انتظره المهنيون بشغف من خلال تصريحاتهم لوسائل الإعلام الوطنية، لتفادي حتى المرور عبر موريتانيا التي تفرض رسوما خاصة على الشاحنات المغربية.
إذا ما الذي يؤخر بدء العمل بالطريق البحري أكادير دكار، الذي سيطبع لا محال، الحركة والعلاقات التجارية بين المملكة المغربية ودول الغرب الإفريقي وعمق إفريقيا بدينامية اقتصادية قوية، بفضل مزاياها اللوجستية الكبيرة، كتقصير المسافات وتأمين الرحلات، والتقليل من كلفة النقل والتنقل، وتوسيع مجالات البيع والشراء التوزيع..!؟
فعسى أن يعجل بروتوكول الاتفاق الموقع يوم 11 دجنبر من السنة الماضية 2024، بين رئيس جهة سوس ماسة، و مدير شركة “أطلس مارين” المكلفة بإنجاز هذا المشروع، بافتتاح المعبر المائي.
يُذكر أنه وخلال الأسبوع المنصرم يوم 11 يناير من هذا العام 2025، تم مقتل 10 جنديا والعشرات من المدنيين على جنبات مدينة “سيتينغا”، جراء وقوعهم في كمين نصبه التنظيم الإرهابي بالمنطقة، كما تم في فصل الصيف الماضي تم تسجيل فرار الآلاف من النازحين عن نفس المنطقة ببوركينافاسو هروبا من الهجمات الإرهابية والقتل والاختطاف.
وفي مطلع الشهر الماضي من آخر شهر في سنة 2024، تعرض 21 مدنيا للقتل جراء هجوم قُطاع الطريق على قوافلهم في “تيرا”، غرب النيجر، وفي أكبر حصيلة سابقة مقتل 86 شخصا والعديد من الجرحى في مدينة “سيتينغا” مما اضطر لترحيل 26 ألف شخص إلى أماكن أقل خطرا، وكان ذلك عام 2022.