تحت الرعاية الملكية.. فاس تستضيف مؤتمرًا إفريقيًا حول المياه والفلاحة المستدامة
تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، انطلقت بمدينة فاس، من 22 إلى 24 أكتوبر 2025، فعاليات المؤتمر الإفريقي السابع للهندسة القروية، المنظم تحت شعار:
“تدبير المياه من أجل فلاحة مستدامة وقادرة على التكيّف في إفريقيا”.
ويهدف هذا الحدث القاري البارز إلى مناقشة التحديات المرتبطة بندرة المياه، وإبراز الحلول التكنولوجية والابتكارات التي تعزز الأمنين المائي والغذائي في القارة الإفريقية.
مشاركة دولية واسعة ونقاشات استراتيجية
شهد المؤتمر مشاركة وازنة لخبراء ومسؤولين من المغرب وخارجه، من ضمنهم:
وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات،
والي جهة فاس – مكناس،
ممثلون عن منظمات دولية وإفريقية معنية بالتنمية المستدامة والمياه.
كما عكست النقاشات الجادة الاهتمام المتزايد بإدارة الموارد المائية في ظل التغيرات المناخية والتحديات البيئية المتسارعة.
الأنفِيد.. ريادة مغربية في مجال الماء والفلاحة
يُقام هذا المؤتمر بتنظيم من جمعية الأنفِيد (ANAFIDE)، التي تأسست سنة 1970، وتم الاعتراف بها كجمعية ذات منفعة عامة منذ 1988.
الأنفِيد تمثل المغرب رسميًا في اللجنة الدولية للري والصرف (CIID) واللجنة الدولية للهندسة القروية (CIGR)، كما تُعد عضوًا نشطًا في المجلس العالمي للمياه.
ويأتي تنظيم هذه الدورة في المغرب بطلب من الجمعية الإفريقية للهندسة القروية (PASAE)، بعد النجاح الكبير للدورة السابقة التي نُظمت بالرباط سنة 2019.
شراكات علمية قوية وتمثيل مغربي دولي
يُعقد المؤتمر بشراكة مع مؤسسات دولية مرموقة، أبرزها:
وزارة الفلاحة المغربية،
الجمعية الأمريكية للهندسة القروية (ASABE)،
الجمعية الأمريكية لتحديث الفلاحة في إفريقيا (AMAA)،
CIID وCIGR.
ويسجل المغرب حضوره الدولي بقوة، حيث تم انتخابه ثلاث مرات متتالية في منصب نائب رئيس اللجنة الدولية للري والصرف، عبر شخصيات بارزة مثل:
أحمد البوعاري (2018-2021)،
عزيز فرطاحي (2021-2024)،
محمد بوعام (2024-2027).
مواجهة التحديات المائية بإفريقيا
ناقش المشاركون أبرز القضايا التي تعاني منها القارة الإفريقية، أبرزها:
ندرة المياه نتيجة التغيرات المناخية وضعف التساقطات،
الاستغلال المفرط للمياه الجوفية،
الحاجة إلى حلول تكنولوجية ومقاربات مبتكرة.
كما تم تسليط الضوء على الاستراتيجية المغربية في مواجهة هذه التحديات، من خلال مشاريع هيكلية تشمل:
بناء السدود،
تحلية مياه البحر،
إعادة استعمال المياه المعالجة،
مشروع ربط حوض سبو ببورقراق لتعزيز الأمن المائي.
دعم التعاون الإفريقي واستشراف COP30
أوصى المؤتمر في ختام يومه الأول بضرورة:
تعزيز التعاون بين الدول الإفريقية في مجال تدبير المياه،
المشاركة الموحدة في النقاشات الدولية حول البيئة، خصوصًا في مؤتمر الأطراف COP30 المزمع تنظيمه بالبرازيل نهاية نونبر 2025.
محاور علمية وتكنولوجية متنوعة
يتضمن البرنامج العلمي للمؤتمر ثمانية محاور رئيسية:
السياسات والأطر التنظيمية،
تعبئة المياه ومعالجتها،
الاستخدام الرشيد للمياه،
الأنظمة الفلاحية والطاقة والغذاء،
التكنولوجيات الحديثة،
التغير المناخي،
حماية الأحواض والتربة،
ريادة الأعمال ونقل التكنولوجيا.
ويسعى المؤتمر إلى رفع الوعي بأهمية التدبير المستدام للمياه، وتشجيع التعاون البحثي والتقني لإيجاد حلول مبتكرة وفعالة للتحديات المائية في إفريقيا.
