ثقافة

جوق طلبة المعهد الموسيقي بأسفي، إطلالة موسيقية متوهجة

إعداد : الدكتور منير البصكري الفيلالي / أسفي
من تنظيم المديرية الإقليمية للثقافة بأسفي ، احتضنت مدينة الثقافة والفنون يوم الأحد الماضي أمسية موسيقية أحيتها فرقة طلبة المعهد الموسيقي بأسفي . وهي مبادرة قيمة جديرة بالتقدير والإكبار ، منحت الفرصة خلالها للكشف عن مواهب موسيقية محلية استحسنها الحاضرون من آباء وأمهات شاركوا أبناءهم هذا الحفل الموسيقي الذي تخللته معزوفات رائعة من اختيار الفنان المبدع الأستاذ عبد الحق واردي . 
 ولعل مثل هذه المبادرة كافية لإكساب طلبة المعهد الموسيقي بأسفي بما يمكن أن تضيفه لهم من مهارات تصقل تربيتهم وأذواقهم على اعتبار أن الموسيقى أساسية في مشروع التربية الحديثة . فقد أثبتت الأبحاث أنها مهمة في تطوير الفكر الرياضي لمتلقيها ، ذلك أن الإنجاز لدى الأطفال الذين تربوا على تلقي الموسيقى منذ صغرهم ، ينعكس إيجابيا على تحصيلهم العلمي ، فيحصلون على أرفع النتائج في دراساتهم . ومن ثمة ، يكتسبون أمرين اثنين :
أولهما : خلق جيل ذو تحصيل وإنجاز في مجالات أخرى ، أي فيما اختاروه من مهن مستقبلية في جميع مجالات الحياة وليس فقط الموسيقية .
ثانيهما : خلق جيل مستهلك لثقافته المختلفة والمتنوعة ومنها الموسيقية .


وهذا ما أدركت أهميته ، إدارة المعهد الموسيقي بأسفي بإشراف مباشر من مديرها الأستاذ حسن فريفرة الذي ما فتئ يبذل جهودا تلو أخرى للرفع من مستوى الفن الموسيقي الخلاق في هذا المعهد ، دون نسيان الدور الكبير الذي يقدمه الأساتذة رغم الصعوبات والتحديات .

فالجميع آلى على نفسه رفع هذه التحديات والرفع من الوعي لدى المجتمع المحلي بأسفي نحو التربية الموسيقية وإكساب أطفالنا عدة مهارات كالتركيز ، السمع ، القراءة ، المهارات الحركية في الأيدي والتناسق بين أعضاء الجسم وغيرها .. وهو ما لاحظناه بقوة أثناء عزف طلبة المعهد الموسيقي بأسفي لمختلف المقطوعات الموسيقية التي أدوها بكل دقة ومهارة . فالتجارب الموسيقية في مرحلة الطفولة يمكنها في الواقع إكساب الطفل المتلقي عدة فوائد ، نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر : 
ـ تسريع نمو الدماغ ، لاسيما في مجال اكتساب اللغة ومهارات القراءة .
ـ تحسين تعلم المهارات الرياضية .
ـ تطوير المهارات البدنية وصقل وبناء المهارات الحركية الدقيقة .
ـ تحسين النمو لدى الأطفال وهم يتلقون الموسيقى . 
ـ تعزيز قيمة احترام الذات واحترام الآخرين . 
ـ تعزيز المسؤولية والمهارات الاجتماعية ..
ـ تعليم قيمة الصبر ، فالطفل وهو يحاول أن يصبح عازفا ماهرا ، يتطلب منه ذلك وقتا وجهدا وجدية ، وهذا سيعلمه قيمة الصبر بعد أن يرى النتيجة التي سينتهي إليها عمله .
ـ التعرف إلى ثقافات أخرى ، مما يشجع على الانفتاح على العالم ، وذلك من خلال التعرف إلى مجموعة متنوعة من الآلات الموسيقية وطريقة عزفها ، إضافة إلى التعرف على الأنماط الموسيقية للثقافات المختلفة ، وهو ما يسعى الأستاذ الفنان السي عبد الحق واردي إلى تحقيقه مع طلبة المعهد الموسيقي بأسفي . 
ـ تقوية الروابط العائلية والاجتماعية ، مما ينتج عنه تأثير إيجابي على الوعي العاطفي .
ـ بعث الفرح الذي تتركه الموسيقى في نفوس أطفالنا .. فالموسيقى تنمي الطفل وتجعله مستعدا للحياة من الناحية الفكرية والاجتماعية والعاطفية بروح متحمسة متفائلة . 
 ولهذا ، نثمن عاليا هذه المبادرة القيمة وكلنا أمل في أن تستمر وتتضافر جهود الجميع لنصل بها الى المستوى المنشود خدمة للثقافة الموسيقية من جهة ، وشحذ ذكاء أطفالنا وتنمية قدراتهم العقلية والوجدانية ، وذلك ما للموسيقى من دور مهم في تحريك النفس وصياغتها وتوجيهها . وهو الدور الذي ينهض به اليوم المعهد الموسيقي بأسفي .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

19 + اثنان =

زر الذهاب إلى الأعلى
MCG24

مجانى
عرض