
نفحات رمضانية في رحاب الشعر الملحون – الحلقة 28
يكتبها ل،MCG24 الدكتور منير البصكري الفيلالي/ أسفي
لقد وصف الحق سبحانه ليلة القدر بأنها ليلة مباركة ، شرفها تعالى على غيرها ومن على هذه الأمة بجزيل فضلها وخيرها . ومن بركتها أن القرآن الكريم أنزل فيها ، فوصفها سبحانه وتعالى بأنه يفرق فيها كل أمر حكيم ، يعني يفصل من اللوح المحفوظ إلى الكتبة ما هو كائن من أمر الله سبحانه في تلك السنة من الأرزاق والآجال والخير والشر وغير ذلك من كل أمر حكيم من أوامر الله المحكمة المتقنة التي ليس فيها خلل ولا نقص ولا سفه ولا باطل ، ذلك تقدير العزيز العليم . لذلك ، يتوجه الصائم إلى ربه في هذه الليلة المباركة ، يسعى عفوه ورضاه ، فهو الجليل الكريم غافر الذنب رحيم . يقول الشيخ الحاج محمد بن علي المسفيوي :
الله خلق هاد الأمـــة هيــا اخيـــار بنــــــو آدم
أودها بشهر الرحمـة واعطا لكل من هو صايم
الخير والسرور ونعمة والقرب والوفــا وكرايــم
الجليل اكرمنا بايام الصومان وغفـر أوزارنــا وارحمنـــــا
في كل يوم يتجلى على الاكوان ويقـول من أســال يوجدنـــــا
أنا الكريم وأنا قادم الاحسان وأنـا الكـل مـن يعــرفـــــــنا
رحمان غافر الذنب على الإنسان من صــام بـالـوفــا لأجلـــــنا
يوم النشور يسكن جنة عدنان هيهــات مـا اتصيـده محــــنة ..
لقد صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : ” من قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا ، غفر له ما تقدم من ذنبه .” وقيامها ـ كما نعلم ـ يكون بالصلاة والذكر والدعاء وقراءة القرآن وغير ذلك من وجوه الخير . يقول الشيخ ادريس بن علي :
الله أكبر ساير المساجد اتبات عامرة وما من لسان ذاكر
الليل الليل بايت للحمد والاستغفار
الله أكبر كل اشياء في هاذ الليل ساهرة كية من لا يبات ساهر
ربي يهديه كما اهدى الافضـال والابرار
الله أكبر اديور والخيام اتبات عامـــرة بملايــك ربنــا القــادر
وعبيده جاهرة بالصلاوات والاذكــار
لقد أبهم الله هذه الليلة على هذه الأمة ليجتهدوا بالعبادة في ليالي رمضان طمعا في إدراكها ومن ثمة ، ينبغي لكل موفق مريد للكمال والسعادة أن يبذل وسعه ويستفرغ جهده في إحياء ليالي العشر الأخير وقيامها لعله يصادف تلك الليلة الجليلة التي اختص الله تعالى بها هذه الأمة ، وآتاهم فيها من الفضل ما لا يحصره العدد . فعلى الصائم أن يغتنم هذه الفرصة العظيمة ، وهذه الأوقات الشريفة ، ويكثر فيها من الدعاء ، فإن الدعاء له أثر عظيم وموقع جسيم ، وهو مخ العبادة ، لاسيما إذا كان بقلب حاضر يفيض خشوعا وانكسارا وتضرعا وخشية .. فالله تعالى أصدق القائلين وأوفى الواعدين . يقول رب العزة : ” أدعوني أستجب لكم ” كما يقول سبحانه : ” وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداعي إذا دعان” ويقول كذلك : ” أدعو ربكم تضرعا وخيفة ..” إلى غير ذلك من الآيات الكريمة التي تحث على الدعاء وجوامعه التي تجمع خير الدنيا والآخرة . ففي الصحيحين : ” كان أكثر دعاء النبي صلى الله عليه وسلم : ” اللهم آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار . “