ثقافة

كتاب “عصامية رجل” الأستاذ محمد القادري الحسني

الكتاب عبارة عن شهادات صادقة من رجال الفكر والثقافة والإعلام والسياسة في حق الراحل سيدي محمد القادري الحسني مؤسس دار الثقافة للطبع والنشر بحي الاحباس الدار البيضاء منذ الخمسينات..

في كتاب عصامية رجل، أشارت الشخصيات إلى مناقب المرحوم سيدي محمد القادري الحسني ومؤهلاته المهنية ودفاعه عن الوطن. هذه الشخصيات هي: الدكتور محمد الكتاني، ذ عبد الرحيم الكتاني مدير إقليمي سابق لوزارة التربية الوطنية، ابراهيم السولامي، الدكتور عبد الكريم غلاب، د عبد الرحيم المؤذن، الدكتور حمزة بن الشيخ محمد الطيب الكتاني، الشاعر علي الصقلي، مصطفى عسو، ذ صلاح بوسريف، الدكتور محمد العدلوني الإدريسي الحسني، الدكتور علي القاسمي، ذ. حقاني عبد السلام مفتش تربوي والشاعر إدريس الملياني….

يصعب اختزال الراحل محمد القادري الحسني في هذه الإضاءة المقتضبة. الراحل شخصية تجيد الإنصات والإصغاء، تحاور بهدوء دون دوغمائية، كريم الخلق ومتسامح. له علاقة صداقة مع عديد من المؤلفين والمبدعين. وحظي بتقدير واهتمام الجميع لطيبوبته وبشاشته سواء بمكتبه بدار الثقافة أوخارجه.

لقد كان الراحل محمد القادري الحسني متشبثا بشعار وهو: دعم ومساعدة الآخرين خاصة المعوزين وكذلك التشبت بالعلاقة الإنسانية كأساس في كل تعامل.. كما كان الراحل شخصية مرحة ومنفتحة وحاضرة في الملتقيات داخل البلاد من خلال بيت الشعر والمعارض وخارج الوطن بالعالم العربي.. شخصية زاوجت بين الحزم والمرونة وبين التواضع  وحب الخير للناس وحملها لهموم الوطن والمجتمع والأمة على السواء. لقد ركزت مختلف الشهادات في حق مؤسس دار الثقافة للطبع والنشر بالدار البيضاء على الجانب الخلقي و المهني والاجتماعي.

الراحل كان عصاميا يؤمن برسالته النبيلة. على أياديه ودار الثقافة تربت أجيال الطفولة وعقول الشباب بخير جليس وأنيس في الزمان وهو الكتاب.

الراحل محمد القادري الحسني شخصية احتضنت عديدا من رواد الفكر والإبداع. والحديث عن الراحل يقترن بدار الثقافة التي كان له الفضل في تأسيسها. ولازالت دار الثقافة بحي الاحباس صامدة لمدة تجاوزت نصف قرن ومؤسسة فاعلة في الحقل الثقافي وفي طبع المقررات المدرسية والبحوث والقصص.

لقد ساهم الراحل محمد القادري الحسني في إشعاع دار الثقافة وفي تمكين القراء من مختلف المراجع. وللتذكير الراحل كان يقدم الدعم للتلاميذ الفقراء وفي وضعية صعبة كما كان يزود المؤسسات التعليمية بالمراجع والقصص والمؤلفات لفائدة التلاميذ المتفوقين في الدراسة.

إن الراحل سيدي محمد القادري الحسني رحمة الله عليه كان وطنيا صادقا. شارك في محاربة المستعمر عبر طبعه لصور السلطان المغفور له محمد الخامس طيب ثراه وكذلك الأعلام الوطنية رغم مطاردة أعوان السلطة الاستعمارية. وبعد عودة السلطان الشرعي المغفور له محمد الخامس من منفاه، بادر الراحل محمد القادري الحسني بمضاعفة طبع الأعلام الوطنية وصور السلطان ضدا على سلطات الاحتلال الفرنسي. وهذه المقاومة السلمية كان لها صدى عميق في نفوس الشعب المغربي وكذلك الحركة الوطنية.

إن كل ما جاء على لسان الشخصيات التي تناولت مناقب وأعمال الراحل سيدي محمد القادري الحسني، ما هو إلا غيض من فيض. ومهما قلناه عن والدي رحمة الله عليه، فلن نستوفي حقه.

وصفوة القول، فوالدي رحمة الله عليه أعطى الكثير لوطنه وأفنى عمره منذ الصغر في عمله خادما لأسرته ووطنه بكل وفاء وإخلاص ونكران الذات. انسان خلوق وعصامي بمعنى الكلمة..

فاطمة الزهراء القادري. المديرة التربوية بمجموعة مدارس الملتقى

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

4 × خمسة =

زر الذهاب إلى الأعلى
MCG24

مجانى
عرض