ثقافة

صدى رجالات أسفي في التاريخ – الحلقة 90

إعداد: الدكتور منير البصكري الفيلالي / أسفي

الأستاذ الفنان عبد القادر الحكيم :
من مواليد مدينة أسفي سنة 1933، رجل متعدد الجوانب في المجال الفني الموسيقي والغنائي، وغيرها من الجوانب مما لا يدخل تحت نطاق محدود.. فهو رجل اجتماعي وشخصية محبوبة لدى معظم الأوساط الثقافية والفنية بمدينة أسفي. كرس حياته ومواهبه الفنية وطاقات نشاطه لخدمة الموسيقى. فكان ـ رحمه الله ـ مرهف الحس ، يعامل كل من حوله بالحب والتسامح، يكره العناد والعنف، متواضع، يعشق الفن والاطلاع على مدارسه لدرجة كبيرة .. كما كان يميل إلى الفكاهة المؤدبة، حلو الحديث، متزن ومعتدل في آرائه، تلمس في عينيه الإصرار والتحدي.
عرفته منذ طفولتي، يأتي إلى بيتنا بالمدينة العتيقة لمقابلة والدي المرحوم الحاج محمد البصكري الفيلالي للتداول في الأنشطة الفنية التي كان تنظم آنذاك بدار الشباب علال بن عبد الله، ثم عرفته مديرا لمدرسة الغياثي الابتدائية التي كنت أدرس بها في نهاية الستينيات من القرن الماضي .. كما عرفته مديرا للمعهد الموسيقي بدار السلطان بأسفي، وكنت حينئذ واحدا من تلاميذ المعهد المذكور، أتلقى المبادئ الأولى للصولفيج والعزف على آلة الكمان على يد المرحومين الأستاذين سيدي محمد فارس والسي عبد السلام باجدوب .. إلى جانب ما كنت أتلقاه من دروس في مادة طرب الآلة على يد الأستاذ الكبير الفنان الحاج محمد باجدوب. وأذكر أن السي عبد القادر الحكيم، كان يدير المعهد بكفاءة عالية، يبذل جهدا رائعا للنهوض بالمعهد، غايته تكوين جيل يتذوق الموسيقى بقوة وكفاية. وللإشارة، فأخوه المرحوم السي عبد الواحد الحكيم كان أول شخص طلب ترخيصا لإنشاء التعليم الموسيقي بأسفي. وقد تم بالفعل إنشاء مدرسة موسيقية بدرب “بوجرتيلة” بالمدينة العتيقة، أطلق عليها “فرقة الحياة الموسيقية” كان من بين أعضائها السادة أحمد الرقاع وعبد الرحمان الوزاني وعبد الكريم النعماني وغيرهم. وعلى يد السي عبد الواحد شقيق الأستاذ عبد القادر الحكيم تعلم مبادئ الموسيقى حتى غدا من أمهر العازفين على آلة العود، بل لم يكتف بذلك، فهو أيضا عازف متقن لآلتي الكمان والقانون .. وعزفه على العود ، يعطي للأداء النغمي رشاقة وإبداعا، وذلك لما كان يتوافر له من قدرة فائقة على الإبداع الموسيقي، مما يكشف عن اطلاعه الكبير على هذا المجال، فكان يجمع بين الثقافة الموسيقية والإنتاج الموسيقي ، مما مكنه كذلك من تأسيس جوق عصري ما بين 1949 / 1950، نذكر من بين أعضائه السي الطاهر العلج بنهيمة وبا ابراهيم البوريقي والحاج محمد البصكري الفيلالي والسي محمد فارس والسي عبد السلام باجدوب والسي عبد الله السلاوي والسي عبد القادر بلحسن  والسي عبد الرحمان الوزاني ومحمد الوزاني وغيرهم من الفنانين الذين أغنوا الساحة الفنية بأسفي.
لذلك، فالوقوف عند شخصية المرحوم عبد القادر الحكيم، له قيمته الكبرى في عصرنا، هذا الذي يرزخ تحت أعباء الماديات والتناقضات.
يتبع …

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

8 + ستة عشر =

زر الذهاب إلى الأعلى
MCG24

مجانى
عرض