
الرئيس ميشال عون يدعو الى إعلان لبنان “دولة مدنية”
دعا الرئيس اللبناني ميشال عون ، اليوم الأحد ، إلى ” إعلان لبنان دولة مدنية” بعيدا عن عوائق النظام الطائفي القائم على المحاصصة.
وأضاف عون ، في كلمة وجهها إلى اللبنانيين بمناسبة الذكرى المائوية لإعلان دولة لبنان الكبير ، أن ” النظام الطائفي القائم على المحاصصة كان صالحا لزمن مضى ، وصار عائقا أمام أي تطور وأمام مكافحة الفساد ، ومولدا للفتن”.
وتابع ” لأنني مؤمن أن الدولة المدنية وحدها قادرة على حماية التعددية وصونها وجعلها وحدة حقيقية، أدعو إلى إعلان لبنان دولة مدنية “.
وتعهد بالدعوة إلى ” حوار يضم القيادات الروحية والسياسية من أجل التوصل إلى صيغة مقبولة من الجميع تترجم إلى تعديلات دستورية مناسبة”.
وأضاف أن “تحول لبنان من النظام الطوائفي السائد إلى الدولة المدنية العصرية ، دولة المواطن والمواطنة، يعني خلاصه من موروثات الطائفية البغيضة وارتداداتها، وخلاصه من المحميات والخطوط الحمر والمحاصصات التي تكبل أي إرادة بناءة وتفرمل أي خطوة نحو الإصلاح “.
وقال عون إن ” شباب لبنان ينادون بالتغيير، أصواتهم تصدح في كل مكان تطالب بتغيير النظام، فهل نصغي إليهم؟ هؤلاء الشباب هم لبنان الآتي، ولأجلهم ولأجل مستقبلهم أقول نعم حان الوقت لاتخاذ هذه الخطوة “.
وعلاقة بالذكرى المئوية لإعلان لبنان الكبير ، أكد الرئيس اللبناني أن ” هذه المناسبة ، وإن كانت قد عرفت بعض حقبات من الازدهار والنهضة الاقتصادية والثقافية والمؤسساتية، إلا أنها وبمجملها كانت زاخرة بالأزمات والحروب”.
ويقوم النظام السياسي اللبناني على أساس اقتسام السلطات والمناصب السيادية على أساس الانتماءات الدينية والطائفية.
وكرس اتفاق الطائف ، الذي أنهى الحرب الأهلية اللبنانية (1975 إلى 1990) ، معادلة اقتسام السلطة على أساس المحاصصات المكوناتية التي توزع المناصب الرئيسية بين المكونات الأساسية الثلاثة ، المسيحيين والسنة والشيعة.
ويحتفل اللبنانيون في الأول من شتنبر هذا العام الذكرى المئوية لتأسيس دولة لبنان الكبير ، حيث تتزامن هذه الذكرى مع أزمة اقتصادية قاسية واستقطاب سياسي حاد يعيشه البلد ، منذ أشهر، في مشهد تتداخل فيه أطراف إقليمية ودولية.
وزاد من حدة الأزمة ، انفجار مرفأ العاصمة بيروت في 4 غشت الجاري ، والذي خلف 182 قتيلا وأكثر من 6 آلاف جريح، وعشرات المفقودين ، بخلاف دمار هائل بخسائر ت قدر بنحو 15 مليار دولار، وفقا لأرقام رسمية غير نهائية.