
صدى رجالات أسفي في التاريخ – الحلقة 62
إعداد: الدكتور منير البصكري الفيلالي / أسفي
من خلال تتبعنا لمساره المهني وجدناه أكثر انفتاحا ، يعرف أن الطريق إلى ذلك هو التطور والتغيير ، دون أن ننسى طبيعته التنافسية ، فكان ينافس الناجحين من أمثاله ، يدفعه إلى ذلك حافز قوي للإنجاز ، يعشق النجاح ولديه رغبة قوية لتحقيق المزيد من النجاحات . ومن ثمة ، يمكن اعتباره أنموذجا حيا وقدرة مضيئة، على الشباب أن يستفيد منها إن هو أراد النجاح في مجال ريادة الأعمال على حد ما كان عليه السيد جمال الدين البوعمراني .. وليس ذلك فقط ، بل لمسنا من خلال مساره التحدي والمثابرة . فقد ظل يسعى ويجاهد دون أن يضع سقفا لنجاحاته ، متجملا بالصبر ، وهي صفة جعلته يتقبل أي مشاكل تواجهه ، فيعمل على صلاحها .
ترى ، ما هي البيئة التي أنجبت السيد جمال الدين البوعمراني ، وما هو المحيط الذي صنعه ؟ وما هو المجتمع الذي درج فيه ؟
طبعا ، كما أشرنا في البداية أنه من مواليد مدينة أسفي ، وبحكم أن الإنسان ابن بيئته وصنيعة محيطه ونتاج مجتمعه ، فلا غرو أن يكون الحديث عن السي جمال الدين البوعمراني هو حديث عن هذه البيئة الأسفية وتمجيد لذلك المحيط وتنويه بذلك المجتمع ، وبالتالي ، فالرجل صدى جميل لهذا كله . فليس من الغريب أن تنتج مدينة أسفي أمثال هذا الرجل في النبل والجود والكرم والعمل الجاد وخلال حميدة أخرى ،عرفناها فيه منذ أن قيض الله لنا التعرف إليه . فكان سخيا كريما حين اشتكيت إليه حال مركز الدراسات الجامعية في بدايته ( الكلية متعددة التخصصات حاليا )الذي لم يكن يتوفر على الحواسيب الكافية ، فهب مسرعا وأرسل مجموعة من الحواسيب الجيدة الصنع هدية منه لفائدة طلبة هذا المركز في ذلك الوقت ..هكذا هم أهل أسفي ، الكرم والجود والعطاء طبعهم ، والطيبوبة والشهامة والبذل منهجهم وتوجههم . فعن أمثالهم قال الشاعر :
أناس إذا ما الدهر أظلم وجهــــه فأيديهم بيض وأوجههم زهــر
يصونون أحسابا ومجدا مؤثــــلا ببذل أكف دونها المزن والبحر
سموا في المعالي رتبة فوق رتبة أحلتهم حيث النعائم والنســــــر
أضاءت لهم أحسابهم فتـضــاءلت لنورهم الشمس المنيرة والبدر
فلو لامس الصخر الأصم أكفهــــم أفاض ينابيع الندى ذلك الصخر
شكرت لكم آلاءكــم وبلاءكـــــــم وما ضاع معروف يكافئه شكــر …