مجتمع

تصرفات عبد اللطيف الناصري كادت أن تعصف بأخطر دورة استثنائية في تاريخ الجماعة .

يونس غلة

شهدت الدورة الاستثنائية لمجلس جماعة الدار البيضاء التي دعا إليها الوالي محمد امهيدية، المنعقدة أمس الثلاثاء، أجواء مشحونة بالتوتر، بعدما عبر عدد من الأعضاء عن استنكارهم الشديد للقرار الذي حرم نادي الاتحاد البيضاوي لكرة القدم، المعروف اختصارًا بـ”الطاس”، من حقه في إجراء تداريبه على أرضية ملعب العربي الزاولي وملعبه الملحق.

وحسب المعطيات المتوفرة، فإن شركة سونارجيس، المسيرة للمركب، أقدمت على منع الفريق من الاستفادة من مرافق الملعب، استنادًا إلى قرار إداري وقعه عبد اللطيف الناصري، نائب عمدة الدار البيضاء المكلف بالشؤون الثقافية والرياضية.

وقد اعتبر أعضاء المجلس أن هذا الإجراء مجحف في حق فريق عريق يمثل العاصمة الاقتصادية، وله تاريخ طويل في الساحة الوطنية، معتبرين أن حرمان “الطاس” من معقله التاريخي يسيء لصورة المدينة ويضرب في العمق السياسة الرسمية المعلنة لتشجيع الرياضة والأندية المحلية.

أعضاء من المجلس الجماعي دعوا خلال الجلسة إلى تدخل عاجل من العمدة لإعادة النظر في القرار، وتمكين الاتحاد البيضاوي من فضاءاته المعتادة، خاصة وأن الفريق مقبل على استحقاقات رياضية مصيرية تتطلب توفير الظروف الملائمة للتحضير.

في المقابل، شدد متدخلون آخرون على ضرورة فتح تحقيق شفاف في خلفيات المنع، مؤكدين أن تدبير المرافق الرياضية يجب أن يتم وفق معايير الوضوح والإنصاف، بعيدًا عن أي حسابات سياسية أو شخصية.

تجدر الإشارة إلى أن رئيسة مجلس جماعة الدار البيضاء كانت قد وجهت بتاريخ 29 غشت المنصرم مراسلة رسمية إلى المدير الجهوي لـ”سونارجيس”، موقعة من طرف نائبها عبد اللطيف الناصري، تتعلق بتدبير المركب الرياضي العربي الزاولي والمرافق التابعة له، على خلفية الجدل الذي أثاره منع بعض الأندية من التداريب داخل الملعب.

وجاء في المراسلة أن مختلف التراخيص الصادرة عن الجماعة تظل سارية المفعول طيلة الموسم الرياضي، غير أن صلاحيتها لا يمكن أن تكون مفتوحة بشكل دائم، بل يتوجب تجديدها مع بداية كل موسم لضمان حسن سير المرفق الرياضي. كما شددت على أن الشركة، بموجب اتفاقية الشراكة، هي الجهة المخولة حصريًا بتدبير وصيانة وتنشيط المركب، داعية إياها إلى وضع برامج متوازنة تراعي مصالح مختلف الأندية والجمعيات، خصوصًا تلك المنضوية تحت لواء العصب الجهوية.

ورغم حالة التوتر، سبق لجماعة الدار البيضاء أن منحت، بشكل رسمي، الترخيص لنادي الاتحاد البيضاوي لاستغلال المركب الرياضي العربي الزاولي، سواء لإجراء مبارياته الرسمية أو تداريب فريقه الأول وباقي فئاته العمرية، وذلك استجابة لمراسلات سابقة وجهها النادي للجماعة منذ أكتوبر 2024.

وقد أكدت الجماعة في ترخيصها أن الاستفادة مشروطة بالحفاظ على مرافق وتجهيزات الملعب وصيانتها، بما يضمن استمرارية جاهزية البنية التحتية الرياضية، في وقت ظل فيه النادي يؤكد أن العودة إلى ملعبه التاريخي مطلب أساسي لا يقبل المساومة.

الجدل لم يتوقف عند حدود التدبير الإداري، بل أخذ بعدًا أكثر حساسية بعد استحضار سجلات سابقة مرتبطة بنائب العمدة عبد اللطيف الناصري، إذ سبق لرئيس الاتحاد البيضاوي عبد الرزاق المنفلوطي أن تقدم بشكاية لدى الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم ضد الناصري، تتعلق بمحاولة التلاعب بنتيجة مباراة جمعت “الطاس” بفريق جمعية الشباب الرياضي سيدي معروف، الذي كان الناصري يترأسه آنذاك.

وقد انتهت هذه القضية بقرار حاسم من لجنة الأخلاقيات التابعة للجامعة، قضى بتوقيف الناصري لمدة ثلاث سنوات نافذة مع غرامة مالية قدرها 30 ألف درهم، وهو القرار الذي أيدته لاحقًا اللجنة المركزية للاستئناف. هذا المعطى ألقى بظلاله على النقاشات داخل مجلس المدينة، حيث لمح بعض الأعضاء إلى وجود “تصفية حسابات قديمة” تقف وراء المنع الأخير.

هذه التطورات تضع ملف “الطاس” في قلب مواجهة جديدة بين السياسة والرياضة في الدار البيضاء. فبينما ينادي مسؤولو المدينة بشعارات دعم الرياضة المحلية وتوفير البنيات التحتية للأندية، تكشف الوقائع عن عراقيل وتوترات تعكس هشاشة تدبير المرافق العمومية الحيوية، وغياب رؤية واضحة توازن بين متطلبات العدالة الرياضية ومقتضيات التدبير الإداري.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

18 − خمسة =

زر الذهاب إلى الأعلى
MCG24

مجانى
عرض