
صدى رجالات أسفي في التاريخ – الحلقة 38
إعداد: الدكتور منير البصكري الفيلالي / أسفي
الأستاذ الغالي بنهيمة ، الدبلوماسي الناجح:
رجل من رجالات البيت الهيماوي بأسفي ، الأستاذ الغالي بنهيمة ، شقيق الأخوين السالف ذكرهما في الحلقات السابقة : محمد بنهيمة وأحمد بنهيمة . ويعد الغالي أصغر سنا من أخويه ، ولد بأسفي وبها تابع دراسته الابتدائية ، بعد ذلك رحل إلى فرنسا حيث سيحصل على شهادة عليا في مجال العلوم السياسية .
كان السي الغالي مثقفا واسع الاطلاع .. حيث أثرت البيئة التي عاش فيها في تنشئته على غرار ما أثرت في أخويه .. وقد كان لهذا التنشئة بالغ الأثر على نفسيته . تلقى عن والده السي الطيبي السلوكات الحسنة والأخلاق الفاضلة . كان السي الغالي جميل المطلع ، وسيم المظهر العام ، نظيفا يميل إلى ” الشياكة ” ، بساما ضحوك الوجه مع الناس جميعا ، سمح الوجه ، أنيق الهندام ، رشيق القوام ، أبيا عزيز النفس ، يتسم بروح التفاهم والإنصاف .. كل هذه الصفات ، أهلته ليصبح من رجالات الدولة الكبار ، حيث شغل عدة مناصب دبلوماسية سامية كسفير مفوض لجلالة الملك الحسن الثاني قدس الله روحه ، ثم ما فتئ أن عين كذلك سفيرا في غير قليل من الدول ، كتونس وإيران ، لينتهي به المطاف كممثل للمغرب في هيئة الأمم المتحدة أبان من خلال ذلك كله عن تجربة دبلوماسية ناجحة ، بوأت السياسة الخارجية للمغرب مكانة محترمة بين كثير من الدول ، وذلك بفضل الاجتهاد والإبداع في التواصل الذي كان السي الغالي يتميز به دون غيره . لذلك ، فاختيار المغفور له الحسن الثاني لشخصية الغالي بنهيمة كسفير لجلالته ، معناه أن الرجل عاصر وعاش الفترة الحسنية التي تعتبر وبحق فترة بناء المغرب وترسيخ مؤسساته .
ونظرا لإخلاصه ووفائه في خدمة الوطن ، ظل يقوم بعمله الدبلوماسي في الدفاع عن وحدة البلاد ، خاصة في دورات الأمم المتحدة ومؤتمرات دول عدم الانحياز في فترات نفوذها وقوتها . فقد اتسم عمله وما كان يسعى إلى تقديمه لوطنه ، بالجدية والكفاءة .
ونستطيع القول بأن مثل هذه الشخصيات أعطت الكثير للتاريخ الوطني ، ومن حقها على التاريخ أن تأخذ بعضا من حقها مثل الحديث عنها وعن إنجازاتها .. مما يؤدي بهذه الشخصيات بالعودة إلى بعض دوائر التاريخ . وما نأمله أن نعيد الضوء إلى دوائرهم التاريخية .