تأملاتسلايدر

مقتطفات رمضانية ومعلومات روحانية

عبد الرحمان سورسي

الحمد لله الذي فرض علينا صيام شهر رمضان. وفتح لنا فيه أبواب الجنة. وغلق أبواب النيران. والصلاة والسلام على نبينا المصطفى  العدنان.وعلى ءاله وصحبه وسلم تسليما كثيرا إلى يوم الدين.  أما بعد:
أيها الإخوة والأخوات:

حتى لا نفقد أجواء رمضان الإيمانية في زمن كورونا
أود بحمد الله وتوفيقه وهديه ان اقدم لكم من المقتطفات الرمضانية ما يسعدكم ويعينكم على استجابة دعاءكم وتفريج كرباتكم وتصديق ما يدور في أذهانكم  وقلوبكم من الحرية والفرج  في المستقبل القريب.  تحت عنوان:
((مقتطفات رمضانية))
((ومعلومات روحانية))
[[إقتباسًا لقول جندب بن عبد الله رضي الله عنه: “تعلمنا الإيمان قبل أن نتعلم القرآن، ثم تعلمنا القرآن فازددنا به إيمانً]]، نقدم لكم  بعض المعلومات التي تساعدكم على الاستفادة بشكل أكبر من الشهر الكريم حيث تدلكم على أبواب الطاعات التي يمكنكم أن تطرقوها خلال الشهر الفضيل كما أنها قد ترقق قلبكم وتهيئ روحكم لاستقبال فيوضات الشهر الكريم.
أيها الإخوة والأخوات:
ربما يمر علينا رمضان هذا العام مختلفًا عن غيره من الأعوام السابقة، ربما يمر علينا بلا تراويح، ولا زيارات عائلية، ولا موائد إفطار، وقبل ذلك بلا جُمع ولا جماعات في المساجد، فحينئذٍ قد يشعر بعض الناس بفقدان روحانية رمضان.
ولكن دعونا ننظر إلى رمضان في زمن كورونا من زاوية أخرى، فيها تفاؤل واستثمار للفرص المتاحة بين أيدينا، سيشعرنا رمضان هذا العام بنِعَمٍ ربما كنا لا ندرك قيمتها؛ لأننا تعودنا عليها وألِفناها؛ كنعمة صلاة الجمعة والجماعة، وصلاة التراويح في المساجد، ونعمة الزيارات الأسرية ولمِّ شمل العوائل، ونعمة لقيا الأصحاب والخِلَّان، ونعمة الخروج إلى المتنزهات وأماكن الترفيه، التى ربما عبث بها البعض ولم يدرك قيمتها… نعم كثيرة سندرك قيمتها هذا العام؛ قال تعالى: ﴿ وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ ﴾ [البقرة: 216]؛ لذا فلنجعل من رمضان هذا العام مختلفًا تمامًا عما قبله، دعونا نجعل منه محطةَ مراجعةٍ لسلوكياتنا وعلاقاتنا مع الآخرين، وأسلوب تعاملنا معهم.

لنجعل منه هذا العام فرصة للجلوس مع أنفسنا مراجعين لها ومحاسبين: كيف هي في إقبالها على العبادة وإتقانها لها؟ كيف هي مع قراءة القرآن الكريم وتدبر ألفاظه وتأمل معانيه؟

لنجعل من رمضان هذا العام فرصة للجلوس مع العائلة جلسات إيمانية، نحلق فيها مع كتاب الله عز وجل وسيرة المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم؛ لنتسامر معهم في جو أسري نتحدث فيه عن ذكريات رمضان الجميلة أيام أجدادنا، وكيف كانوا يعانون من الحر، وشظف العيش، وقلة وسائل الراحة، ولا يمنعهم ذلك من الصيام والقيام وقراءة القرآن وسرد المطولات من كتب السيرة النبوية الشريفة.

لنجعل من رمضان هذا العام فرصة لتذكر المرضى وهم على الأسِرَّةِ البيضاء، كيف منعهم المرض من العودة إلى منازلهم، والجلوس مع عائلاتهم؛ فنتذكر نعمة الصحة والعافية.

لنجعل من رمضان هذا العام فرصة لمراجعة مناهجنا في الحياة.
والاهتمام بأولادنا وأُسَرِنا.

لنجعل من رمضان هذا العام فرصة للابتهال إلى الله تعالى أن يرفع البلاء والوباء عن بلدنا المغرب الحبيب، وعن جميع بلدان المسلمين، والعالم أجمع.
أبشروا وتفاءلوا، سيصافح بعضنا بعضا قريبًا؛ فقد قال الله تعالى: {سيجعل الله بعد عسر يسرا}

أيها السادة والسيدات:
رمضان المطهر أهلّهُ الله عَلَيْنَا بِاليُمْنِ وَالإِيمَانِ، وَالسَّلاَمَةِ وَالإِسْلاَمِ،،
والمؤمن الحصيف هو من يستغل أوقاته بكل جد ونشاط منتقلا من عبادة إلى أخرى، مستشعرا لحظات الشهر الفضيل. فمن صيام إلى قيام إلى تلاوة إلى صدقة وصلة… ولكي لا يذهب بعيدا عن مائدة رمضان “القرآن الكريم” ندعوه إلى التجول قراءةً في عرصات وحدائق الذكر داخل بيته وأسرته ليكون هاذ الشهر الكريم والذي يتزامن هاذه السنة مع الحجر الصحي وتعليق الدراسة النظامية وسيلة للتثقيف ولتزجية الوقت مع طول ساعات الصيام.
ومن المعلوم من الدين بالضرورة أن شهر رمضان يتميز بتوفر وقت كبير طيلة اليوم يمكن الإستفادة منه في القراءة، ولكن في نفس الوقت قد يكون من الصعب التركيز لفترة طويلة أثناء القراءة.. لذا أعددنا لكم في هاذه الحصة المباركة فقرة من كتاب الشفاء بتعريف حقوق المصطفى.والتي تحمل في صفحاتها نصوصاً قصيرة ومفيدة يمكنكم قراءتها والرجوع اليها عبر جلسات متقاربة أو متباعدة.
واليكم مقدمة القسم الأول .

قال الفقيه القاضي الإمام أبو الفضل – وفقه الله تعالى – : لا خفاء على من مارس شيئا من العلم ، أو خص بأدنى لمحة من الفهم ، بتعظيم الله – تعالى – قدر نبينا – صلى الله عليه وسلم – ، وخصوصه إياه بفضائل ومحاسن ومناقب لا تنضبط لزمام ، وتنويهه من عظيم قدره بما تكل عنه الألسنة ، والأقلام . فمنها ما صرح به – تعالى – في كتابه ، ونبه به على جليل نصابه ، وأثنى عليه من أخلاقه وآدابه ، وحض العباد على التزامه ، وتقلد إلجابه : فكان – جل جلاله – هو الذي تفضل وأولى ، ثم طهر وزكى ، ثم مدح بذلك وأثنى ، ثم أثاب عليه الجزاء الأوفى ، فله الفضل بدءا وعودا ، والحمد أولى وأخرى .

ومنها ما أبرزه للعيان من خلقه على أتم وجوه الكمال ، والجلال ، وتخصيصه بالمحاسن الجميلة ، والأخلاق الحميدة ، والمذامي الكريمة ، والفضائل العديدة ، وتأييده بالمعجزات الباهرة ، والبراهين الواضحة ، والكرامات البينة التي شاهدها من عاصره ورآها من أدركه ، وعلمها علم يقين من جاء بعده ، حتى انتهى علم ذلك إلينا ، وفاضت أنواره علينا ، – صلى الله عليه وسلم – كثيرا .

حدثنا القاضي الشهيد أبو علي الحسين بن محمد الحافظ ، قراءة مني عليه ، قال : حدثنا أبو الحسين المبارك بن عبد الجبار ،وأبو الفضل أحمد بن خيرون ، قالا : حدثنا أبو يعلى البغدادي ، قال : حدثنا أبو علي السنجي ، قال : حدثنا محمد بن أحمد بن محبوب ، قال : حدثنا أبو عيسى بن سورة الحافظ ، قال : حدثناإسحاق بن منصور ، حدثنا عبد الرزاق ، أنبأنا معمر ، عن قتادة ، عن أنس – رضي الله عنه – أن النبي – صلى الله عليه وسلم – أتي بالبراق ليلة أسري به ملجما مسرجا ، فاستصعب عليه ، فقال له جبريل : أبمحمد تفعل هذا ؟ فما ركبك أحد أكرم على الله منه . قال : فارفض عرقا. إنتهى كلام الشيخ الإمام أبو الفضل القاضي عياض بن موسى بن عياض اليحصوبي.
والى فرصة قادمة إن شاء الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا.
يتبع

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

خمسة + 9 =

زر الذهاب إلى الأعلى
MCG24

مجانى
عرض