اقتصادمجتمع

الصويرة..5600 هكتار غرست بالزيتون مجانا

حوار/سارة امغار

تم غرس 5600 هكتار بأشجار الزيتون داخل اقليم الصويرة، و سقيها لمدة سنتين ليستفيد من ثمارها فلاحو الإقليم. حيث أوضح المدير الإقليمي للفلاحة بالصويرة أحمد نجيد في حوار خاص أن الهدف من مشاريع الغرس هو دعم الفلاح من خلال تقديم مصادر جديدة للدخل له.

وفيما يلي نص الحوار:

_ ماهو مشروع تطوير قطاع الزيتون؟

قبل الحديث عن قطاع الزيتون، أريد أن أقدم لكم تعريفا مقتضبا لاقليم الصويرة من الناحية الجغرافية. الإقليم مكون من منطقتين أساسيتين، الشياضمة في الشمال وحاحا في الجنوب، كل منطقة منهما تتميز بتضاريس وتربة وتساقطات مطرية مختلفة عن الأخرى مما يعطي سلاسل إنتاج متنوعة ويوفر للإقليم غطاءً نباتيا متنوعا و بالتالي فلاحة متنوعة. كل هذه العوامل جعلتنا نشتغل على مجموعة من سلاسل الإنتاج، منها سلسلة الزيتون.

سلسلة الزيتون لها أهمية إقتصادية، اجتماعية و بيئية وتمثل واحدة من المحاور الاستراتيجية للتنمية في القطاع الفلاحي باقليم الصويرة. هذه السلسلة الممتدة على مساحة تفوق 27.000 هكتار، والتي استفادت منها منطقة الشياضمة أكثر.

ولأهميتها الاقتصادية، طلبات الفلاحين على أشجار الزيتون كثيرة، لهذا و في إطار مخطط المغرب الأخضر وضعنا سنة 2009، 10مشاريع تهم تنمية سلاسل الانتاج النباتي و سلاسل الانتاج الحيواني. وسنة 2020ارتفع العدد ليصل الى 15 مشروعا، خمس منها تهم سلسلة الزيتون.

في البداية وضعنا مشروع واحد يهم 250 هكتار، ثم انتقلنا الى مشروع 500 هكتار، ثم مشروع 1000 هكتار واستطعنا تحقيق كل هذه المشاريع على أرض الواقع. و بحكم الطلب الكبير وضعنا مشروع جديد لغرس 1500 هكتار بأشجار الزيتون، و بالتالي فمجموع المساحات المغروسة هي 5600هكتار.

قامت وزارة الفلاحة بعمليات الحفر، غرس 100 شجرة في الهكتار، والسقي لمدة سنتين كاملتين. لتسلم بعد ذلك الأرض جاهزة للفلاحين المستفيدين. بهدف تحسين الوضعية الاقتصادية والاجتماعية للمستفيدين من خلال خلق ربح صافي سنوي مضاف للفلاح الذي كان يعتمد سابقا فقط على الزراعة البورية، عكس الآن فإضافة أشجار مثرة ستنعكس إيجابا على مدخوله.
يهدف المشروع أيضا إلى تحسين انتاجية وجودة الزيتون، تثمين زيت الزيتون، والحفاظ على البيئة من خلال محاربة انجراف التربة والتصحر ودعم التنوع البيئي والبيولوجي.

_ما هو عدد الفلاحين المستفيدين من المشروع؟

استفاد من المشاريع الخمس التي همت سلاسل انتاج الزيتون 1430 فلاح بغلاف مالي يفوق 83 مليون درهم. من مختلف جماعات منطقة الشياضمة – بحكم ان منطقة حاحا استفادت من مشاريع غرس أخرى -الأركان مثلا-.
الاشتغال يكون مع جمعيات وتعاونيات محلية في مختلف الجماعات وليس مع الفلاح مباشرة، وقد استفادت الى حدود الساعة أزيد من 20 تعاونية وجمعية من هذا المشروع. أما بالنسبة للمساحات المغروسة فقد اختلفت من جماعة الى أخرى حسب مميزاتها.

_هل تقدمون مساعدات أخرى للفلاحين؟

مخطط المغرب الأخضر لا يشمل فقط الغرس بل أيضا التكوين والصيانة، لهذا يصاحب عملية الغرس تكوين للفلاح المستفيد ليكتسب معرفة بكيفية الاشتغال على حقل الزيتون، وأيضا تقديم مساعدة على مستوى الادوات حيث اقتنينا الأدوات الفلاحية اللازمة ووضعناها داخل الجمعيات المحلية رهن اشارة الفلاحين بشكل مجاني.

_ما هي معايير اختيار المستفيدين من مشاريعكم؟

المعيار الوحيد هو رغبة الفلاح، كل فلاح أراد الاستفادة بامكانه ذلك.

_كيف تطور إنتاج الزيتون في المنطقة منذ بداية المشروع إلى حدود الساعة؟

الإنتاج عرف تطورا ملحوظا، حيث استطعنا في إطار مخطط المغرب الأخضر توسيع المساحة على امتداد 5600 هكتار وأيضا في إطار صندوق التنمية الفلاحية من خلال دعم الفلاحين الذي قامو بأنفسهم بعملية الغرس وقد تمكننا من دعم 3000 هكتار مغروسة تقريبا، مما يعطي توسيع مساحة بـما مجموعه 8600هكتار في مدة 10 سنوات. والآن نحن بصدد اكمال المشوار مع الفلاحين في إطار استراتيجية الجيل الأخضر.
جودة زيت الزيتون كذلك مهمة بالنسبة لنا، لهذا نظمنا مباراة “أحسن زيت زيتون” في نسختها الأولى هذه السنة وأطلقنا عليها اسم “أوليا موكادور”، شارك فيها 22 فلاحا منتجا لزيت الزيتون، و قد سجلنا أن مختلف المشاركين قدمو زيت زيتون بكر ممتاز بفوارق بسيطة جدا، و هي نتيجة مهمة بالنسبة لنا حيث أنه سنة 2005 كنا لا زلنا نبحث عن انتاج زيت بهذه الجودة.

_قمتم بإنشاء فرقة خدماتية، ما هو دورها ؟

الفلاحون يجدون صعوبة في إيجاد اليد العاملة المساعدة، لهذا فكرنا في الفرق الخدماتية و اقتنينا لهم الأدوات اللازمة للعمل. بهذا الفلاح سيتمكن من تحسين مدخوله بفضل تمار الأشجار المغروسة. في حين سيتمكن شباب المنطقة من ذلك من خلال العمل وتقديم خدمات للفلاحين داخل الفرق الخدماتية.
وبالفعل قمنا بإنشاء فرقة خدماتية بأقرمود التابعة لشياضمة، و هي واحدة فقط من الفرق المقرر إنشاءها، لتشمل مختلف سلاسل الإنتاج في الإقليم.

_بخصوص الموسم الفلاحي الحالي بالاقليم، كيف يمكنكم وصفه؟
“الله يرحمنا” هذه هي الجملة الوحيدة التي يمكن أن نقول في هكذا وضع، التساقطات في الاقليم هذه السنة كانت قليلة، نحن الآن في “الليالي” ودرجات الحرارة مرتفعة (27°) ، الفلاحون يعانون و نحن بدورنا نحمل همهم، فنحن نعلم أن الغطاء النباتي ضعيف، الفرشة المائية قليلة، الحرث ضعيف حيث لم نتجاوز الى حدود الساعة 17في المئة من المساحة المبرمجة. لهذا أملنا الوحيد أن يستجيب الله لدعائنا ويرحمنا بغيثه.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

2 × 3 =

زر الذهاب إلى الأعلى
MCG24

مجانى
عرض