
نحو 15 في المئة من المتعافين من كورونا تلازمهم هذه الأعراض
التعب والحمى والسعال والصداع وفقدان حاسة الشم، وبدرجة أقل الالتهاب الرئوي الخطير، هي أعراض متفاوتة للإصابة بـ كوفيد-19، وهي خفيفة في غالب الأحيان، من مريض لآخر، بحسب مختصين.
ومن خصائص هذا الفيروس هو تقلبه، على ما أكد أطباء نقلت آراءهم وكالة وكالة فرانس برس.
تقول ماريان بوتي، الطبيبة العامة في باريس، “عندما نُصاب بالإنفلونزا نلازم السرير لبضعة أيام وبعد ذلك يتحسن وضعنا يوماً بعد يوم، لكن في حالة الفيروس الجديد، يشعر المرضى بتحسن في يوم ما، ثم ينتكسون في اليوم التالي، إنه غريب جداً، لم أر شيئاً كهذا خلال 25 عاماً من مزاولتي المهنة”.
وتقول طبيبة في باريس إن المرضى “يتكون لديهم انطباع بأن الأمر لن ينتهي”. وتضيف أنه من المهم تنبيه المرضى لذلك حتى يستريحوا، حتى وإن شعروا بتحسن.
ومن العلامات الأخرى المميزة أن أعراض المرض تتطور بشكل تدريجي إلى حد ما على عكس الإنفلونزا، على سبيل المثال، التي تظهر كل أعراضها فجأة.
وتستمر الأعراض عادة لمدة أسبوعين وحتى أكثر، وأحيانًا أقل. ويمكن أن ينتكس المريض مرة ثانية.
لكن طبيبا فرنسيا نوه بأن هناك فئة من المتعافين تبين بقاء الأعراض لديهم خصوصا ضيق التنفس والتعب المزمن.
ويشكو حوالي “10 إلى 15 في المئة من المتعافين من الإصابة بفيروس كورونا المستجد من استمرار أعراض التعب وضيق التنفس بعد أكثر من شهر ونصف على آخر اختبار تبين من خلاله أنهم تغلبوا على كوفيد- 19.
ووفقًا لعالم الأمراض المعدية بجامعة رين الفرنسية، بيير تاتيفين، فإن غالبية المشتكين من فئة الشباب الذين استطاعوا مقاومة الفيروس، لكنهم في النهاية لم يتخلصوا منن آثاره بالسهولة المتوقعة.
وسائل إعلام فرنسية نقلت عن هذا المختص قوله إن نسبة 15 في المئة قليلة بالنظر إلى عدد المصابين في العالم، لكنها ملفتة كون الأعراض لم تذهب حتى بعد مرور 45 يوما من خروجهم من المستشفى.
اللافت، وفق بيير تاتيفين هي أن أغلبية الحالات ظلت تشتكي من استمرار التعب وصعوبة التنفس، وهي الأعراض نفسها التي تنتهي بالبعض من “الضعفاء” بالوفاة خلال ذروة الوباء، ما يعني أن هناك داعيا للبحث في حقيقة هذه الأعراض وكيفية تركيز العلاج عليهما.
المختص نفسه قال في السياق “لقد رأينا أشخاصًا كانوا نشطين جدًا من قبل رغم إصابتهم بكوفيد- 19 كونهم شباب، لقد أعطوا لنا انطباعا بأنهم مصابون بأنفلونزا فقط، لكن شهرا بعد خروجهم جاؤونا يشتكون من التعب والإرهاق المزمن وكذا ضيق التنفس”.
وبحسب تاتيفين، فإن هناك أبحاثا تجري على مستوى جامعة رين لإلقاء الضوء على سر التعب الذي يشتكي منه المتعافون من كوفيد-19 لدرء خطر معاودة إصابتهم به مجددا، خصوصا وأن كثيرا من البلدان تتوجس الآن من موجة ثانية من وباء كورونا المستجد، بينما تستعد لتخفيفي تدابير القيود والتباعد الاجتماعي.