سلايدرما وراء الخبر

الوزير أمزازي ينجح في الاختبار

محمد التويجر

بموازاة مع اختبارات الباكلوريا الوطنية، نجح سعيد أمزازي وزير التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي بشكل ملحوظ في اختبار التواصل، تلك المادة التي شكلت لسنوات مصدر قلق لرؤساء الحكومات المتعاقبة، الذين صدموا غير ما مرة بمستوى مرشحيهم الهزيل الذي حولهم أحيانا إلى أضحوكة.
بعد زلة تخندقه – غير المحسوبة – حين حلوله ضيفا على لجنة القطاعات الاجتماعية بالبرلمان إلى جانب “باطرونا” التعليم الخاص المواجهة لاحتجاجات آباء وأولياء التلاميذ على تمسكها بضرورة تسديد الرسوم الشهرية كاملة رغم ظرفية كورونا الاستثنائية، والتزامه الحياد السلبي بطريقة مريبة، عوض النزول بكل ثقله لحل قضية انتقل صداها إلى ردهات المحاكم، نجح الوزير سعيد أمزازي في لفت الانتباه إلى شخصه بمناسبة امتحانات الباكلوريا التي تعني للتلاميذ وأسرهم الشيء الكثير.
أمزازي من وزراء القطاع القلائل ( وربما الوحيد ) الذي انتبه إلى أهمية مخاطبة جمهور المرشحين، عشية الاختبارات، بلغة بسيطة مؤثرة تنفذ إلى الأعماق، وتمتح من عبارات التودد والتعاطف والتحفيز، مستعملا عبارته الشهيرة “بناتي وأبنائي التلاميذ”….كلمة الوزير سلوك بيداغوجي متحضر، مكنه نسبيا من التخلص مما علق بجبته من تبعات “خطيئة” البرلمان، وبوسعه أن يعمق ارتباطه بعموم المواطنين إذا تكررت مثل هذه الخرجات، تلك البهارات المفتقدة في أطباق السياسيين المغاربة المعتادين على تدبير ملفاتهم بمعزل عن أدنى تفاعل مع انشغالات المواطنين وهمومهم.
ما يحسب للوزير أمزازي والطاقم المشتغل إلى جانبه من أطر الوزارة وباقي القطاعات الحكومية الموازية خلال باكلوريا هذه السنة الصعبة، تنظيمها الجيد في فضاءات مختلفة (قاعات رياضية كبرى تذكر جيل ستينيات القرن الماضي بقاعة المعرض الكبير بالدار البيضاء التي احتضنت آنذاك 500 مرشح لنيل ذات الشهادة)…. بكل صدق، هي أجواء تحيلنا على انضباط شعوب شرق آسيا…ونجاح التجربة يحفز على اعتمادها مستقبلا وبشكل دائم، لأنها تجعل من الاختبار لحظة سمو ذهني ونفسي لن تنمحي من مخيلة التلاميذ، بحكم أجوائها المسؤولة، وإسهامها بشكل كبير في تحسيسهم بأهمية اللحظة والأبواب التي ستفتحها أمامهم عقب تجاوزها بنجاح، علاوة على أنها مكنت المنظمين من ضمان تكافئ الفرص، على خلفية أنها قلصت بشكل ملحوظ من ظاهرة الغش التي كادت بتواليها أن تفقد محطة امتحان الباكلوريا قدسيته ورهبته .
حتى قبل أن تظهر نتائج مرشحي الامتحان، نجح أمزازي في اختباره، وكان بإمكانه نيل شهادته بامتياز، لولا “كبوة” التعليم الخاص غير المحسوبة التي بمقدوره استرجاع نقطها الضائعة في الدورة الاستدراكية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

أربعة + ثلاثة =

زر الذهاب إلى الأعلى
MCG24

مجانى
عرض