ثقافة

صدى نساء أسفي في التاريخ -الحلقة 18

إعداد : د. منير البصكري الفيلالي

   إبداع ( أمي الياقوت ) أهل نساء أسفي ليرتدين أنواعا من القفطان .. فهناك ما يسمى بالقفطان ديال الصدر، يكون ذا لون حجري، مطرز بسفيفة الصقلي حتى الأسفل. ثم هناك قفطان البهجة تكون أرضيته بالصقلي، مورد بالألوان، إضافة إلى القفطان المطروز أي يكون مطروزا من الفوق إلى الأسفل وداير على الجلال (الأكمام) يكون بالصم الحر (الصقلي) ، وهناك قفطان الخنجر، فمن جهة الجيوب، توجد هناك ما يسمى بربعة وضفيرة (هي الضفرة) أي أربعة تراسيم وضفيرة الوسط مخدومة باليد (غليظة) وتنزل بما يقرب من سبعة سنتيمات وتدور كالخنجر. وهناك نوع آخر هو قفطان الملف الحر (يجياب) بالجيوب ومطرز بالطرز الرباطي .

     ويزداد القفطان الآسفي بهاء أكثر بمناسبة الأعراس التقليدية . فلا يخفى على أحد أن طابع الأصالة يكاد يطغى على أعراس العائلات الاسفية العريقة. من ذلك زي العروسة، وهو قفطان أحمر مزين بشرائط من الصقلي الحر، غالبا ما يكون من ثوب يسمىالموبريغطي الصدر، وهو ما يسمى بقفطان الصدر .
       
وهكذا ، كانت المرأة الآسفية تتزين بقفطان من صميم بيئتها المحلية ، وتحليه بفتحة أزرار ذهبية تنتشر على الصدر وفي شريط العضد والأكمام الواسعة ، كما تحليه بنقوش وزخارف جميلة .. ومن ثمة ، يظهر بجلاء إتقانها في خياطة قفطانها وتطريزه ، حتى يخيل لنا أن القماش المستعمل هو نوع من الحرير ، تشد وسطه بنطاق كالحزام ، مطرز بالذهب والأحجار الكريمة ، وأحيانا تضع على رأسها غطاء مزخرفا شفافا يبدو تحته شعرها وقد تدلى على كتفها . وهنا لا بد ان نشير إلى مهارة النساء اليهوديات في أسفي في مجال خياطة القفطان في وقت ندر فيه وجود الأثواب ، وكان البعض يأتي به من فاس كثوب الموبرة مثلا قبل ظهور ثوب الموسلين والدنتيل .

يتبع

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اثنان + 6 =

زر الذهاب إلى الأعلى
MCG24

مجانى
عرض