
حفصة الإدريسي: من ضوء باريس إلى هدوء سويسرا… فنانة تُجسّد الصدق في زمن السرعة
حوار خاص مع موقع mcg24
بقلم: ابتسام الشريدي
في لقاء خاص مع موقع mcg24، فتحت لنا الفنانة والمخرجة حفصة الإدريسي قلبها، لتحدثنا عن رحلتها ما بين باريس وجنيف، وعن علاقتها العميقة بالمغرب، وعن الصدق كخيار فني وإنساني في زمن تتسارع فيه الوتيرة وتخفت فيه الأصوات الحقيقية.
من باريس إلى سويسرا… ومن ضوء الشهرة إلى هدوء الذات
حفصة الإدريسي ليست فقط فنانة متعددة المواهب، بل هي أيضًا إنسانة تشكّلت من عمق التجربة، لا من بريق الأضواء. تقول في حديثها معنا:
“أنا إنسانة قبل كل شيء. مرهفة الإحساس، قوية وقت اللزوم، وعاشقة للفن لأنه كان دائماً ملجأي وسلاحي.”
رغم أنها عاشت واشتغلت في فرنسا وحققت فيها نجاحات عدة، إلا أن سويسرا كانت بمثابة البيت الروحي لها، حيث بدأت هناك مشروعاتها الفنية الجديدة، بين السينما والموسيقى، بنظرة ناضجة ومستقلة.
الوطن في قلب حفصة… والمغرب حاضر دائمًا
تؤكد حفصة الإدريسي أن عودتها للمغرب لم تكن خطوة مهنية فحسب، بل قرارًا نابعًا من القلب:
“رجوعي للمغرب ما كانش هروب، بل عودة بحب وشغف أكبر. كنت محتاجة نكون قريبة من الناس اللي كيحبوني، ونقدم فن فيه بصمتي وهويتي المغربية.”
عن الفرص الفنية وصدق الموهبة
حفصة لا ترى الحدود كعوائق، بل كمساحات للعبور:
“الفرص موجودة في كل مكان، لكن البيئة والدعم هما الفرق. الفنان الصادق يلقى طريقه، أينما كان.”
وقد أثبتت ذلك بمشاركتها في أعمال أوروبية مهمة، مثل فيلم The Holiday، وفيلمها الذي أخرجته Der heiliger Tag، الذي نال جوائز وفتح أمامها آفاقًا كمخرجة وممثلة.
هوية المرأة في أعمالها… والحدود التي لا تتجاوزها
من خلال أدوارها، تسعى حفصة الإدريسي لتقديم صورة حقيقية للمرأة المغربية، القوية والحرّة. وعن الأدوار الجريئة، توضح:
“أنا ضد أي دور يستغل الجسد كأداة استعراض. مستعدة نؤدي أدوار جريئة فكريًا ونفسيًا، لكن مش على حساب كرامتي أو راحتي كإنسانة.”
الفنانة والإنسانة… في توازن دائم
رغم انشغالها الفني، تحرص حفصة على البقاء متصلة بذاتها:
“كنعيش توازن بين العالم اللي قدّام الكاميرا، والعالم الداخلي اللي فيه طفولتي، كتاباتي، وأغنياتي اللي ما تسمعهاش غير أنا.”
وفي ختام اللقاء، تركتنا حفصة الإدريسي مع انطباع عميق… فنانة تسير بخفة، لكن أثرها لا يُمحى.