دعا السيد راشيد الطالبي العلمي، رئيس مجلس النواب، خلال افتتاح الدورة الثالثة لمنتدى مراكش البرلماني الاقتصادي لمنطقة الأرومتوسطية والخليج، إلى «تجديد الالتزام الدولي بقيم التضامن والعدالة» من أجل مواجهة التحديات المتصاعدة في مجالات الطاقة والأمن الغذائي والتكنولوجيا.
واعتبر الطالبي العلمي في كلمة ألقاها بالنيابة عنه النائب الأول لرئيس مجلس النواب، محمد صباري، أن المنتدى الذي ينعقد يومي 23 و24 ماي الجاري، بحضور شخصيات وازنة من مشرق العالم العربي وغربه، ومن ضفتي المتوسط، يشكل «منصة ضرورية للنقاش المعمق بشأن مستقبل النظام العالمي الذي يزداد انقسامًا وضبابية».
وقال في الكلمة التي ألقاها صباري أمام الحضور: «العولمة بصيغتها التي أسستها اتفاقيات التجارة الحرة لم تعد قادرة على تحقيق التوازن، بل إنها أصبحت، بفعل تصاعد الأنانيات القُطرية، تفرغ المنافسة الحرة من معناها ومن أغراضها».
وأكد رئيس مجلس النواب أن الأزمة لم تعد تقتصر على الجوانب التجارية فقط، بل تشمل أيضا «المعضلات المرتبطة بالعدالة المناخية وتمويل الاقتصاد الأخضر»، مشددًا على أن شعوب الجنوب هي من تدفع اليوم الثمن الأكبر لاختلالات المناخ التي تسببت فيها أنماط الإنتاج الصناعية لدول الشمال.
وأضاف: «لا يمكن مطالبة بلدان فقيرة أو نامية بالوفاء بأجندات بيئية دون أن نوفر لها الموارد اللازمة لتمويلها»، قبل أن يتابع مؤكدا أن «الانتقال الطاقي، وتمكين الجميع من حق الولوج إلى الطاقة، يجب أن يكونا مشمولين بدينامية تضامن دولي حقيقية تشمل نقل التكنولوجيا وتيسير تملكها».
وفي حديثه عن الأمن الغذائي، نبّه الطالبي العلمي إلى «الفجوة الكبيرة بين بلدان ترفل في فائض الأغذية، وأخرى تعاني من الجوع وسوء التغذية»، موضحًا أن «المفارقة المؤلمة أن جزءًا من هذه الأغذية ينتهي في القمامة بقيمة تقدر بمليارات الدولارات».
كما توقف رئيس مجلس النواب عند التحديات المتزايدة التي يطرحها الذكاء الاصطناعي، معتبرًا أنه «ينبغي توجيه استخدام هذه التكنولوجيا نحو دعم الإبداع وتيسير الحياة، لا نحو تعميق الفوارق داخل المجتمعات وبين الدول».
وفي ختام كلمته، أشار الطالبي العلمي إلى الفرص الهائلة التي تزخر بها المنطقة، وخاصة القارة الإفريقية، قائلا: «يجب أن ننظر بتبصر إلى محيطنا القريب. فإفريقيا، التي نفتخر بالانتماء إليها، يمكن أن تكون قارة القرن 21 بفضل ما تتوفر عليه من إمكانيات وموارد». وأضاف أن «المبادرات التي اقترحها صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله لفائدة القارة، تمثل خارطة طريق نحو هذا الهدف، وتحول إفريقيا إلى أرض جاذبة للاستثمارات ورأس المال والتكنولوجيا».