
جامعة الأخوين تحتفل بـ 30 سنة من التميز وتُكرم دفعتها الـ26 في أجواء استثنائية
في لحظة اختلط فيها الحلم بالإنجاز، نظمت جامعة الأخوين بمدينة إفران، السبت، حفل تخرج دفعتها السادسة والعشرين، وسط أجواء مميزة جمعت بين الفخر والاعتزاز، وحضور شخصيات وازنة من عالم ريادة الأعمال، إلى جانب الرئيس الأسبق للجامعة والوزير السابق رشيد بلمختار.
ولم يكن هذا الحفل مجرد مناسبة لتوزيع الشهادات، بل لحظة للاحتفال بثلاثة عقود من الريادة الأكاديمية، إذ تزامن مع الذكرى الثلاثين لتأسيس الجامعة، التي أصبحت اليوم واحدة من أبرز مؤسسات التعليم العالي بالمغرب والقارة الإفريقية.
وفي كلمته بالمناسبة، شدد عبد اللطيف الجواهري، والي بنك المغرب ورئيس مجلس أمناء جامعة الأخوين، على أن هذه المؤسسة التعليمية ظلت منذ نشأتها سنة 1995 وفية لرؤية واضحة رسم ملامحها جلالة المغفور له الملك الحسن الثاني. رؤية جعلت من الجامعة فضاء للتفوق الأكاديمي ورافعة لتأهيل أجيال جديدة قادرة على مواكبة تحولات العالم.
وأضاف الجواهري أن الأخوين اعتمدت، منذ البداية، مقاربة شاملة ترتكز على نموذج الفنون الحرة (Liberal Arts)، الذي يعزز التفكير النقدي، وينمّي ملكات البحث والابتكار لدى الطلبة. مؤكدا أن الجامعة سعت طيلة هذه السنوات إلى تمكين خريجيها من ولوج سوق الشغل بسهولة، وهو ما تعكسه نتائج هذه السنة.
فقد أسفرت نتائج هذه الدفعة عن تخرج 796 طالبا وطالبة، بلغت نسبة الإناث بينهم 55 في المائة. والأهم من ذلك، أن 316 طالبا ضمنهم حصلوا على عروض عمل قبل تسلمهم شواهدهم، بنسبة إدماج قياسية بلغت 66 في المائة.
من جهته، عبّر أمين بنسعيد، رئيس جامعة الأخوين، عن فخره بهذه الدفعة، معتبرا أنها تجسيد حي لقيم المرونة، التكيف، وروح الابتكار التي تزرعها الجامعة في طلبتها. وأوضح أن نجاح الخريجين في عالم متسارع التحول يشكل أبرز مؤشرات نجاح المؤسسة.
ولم يفت بنسعيد الإشارة إلى الإنجاز اللافت الذي حققه طلبة الجامعة في اختبار المجال الرئيسي الدولي، حيث صُنف ستة طلاب ضمن أفضل 1 في المائة على مستوى العالم، فيما نالت طالبة مغربية العلامة الكاملة 200/200، كأعلى نقطة مسجلة عالميا، وهو إنجاز غير مسبوق.
ومع تصفيقات الحضور، دعا رئيس الجامعة الطلبة المتخرجين إلى مواصلة التعلم مدى الحياة، والالتزام بشغفهم وقيمهم في مواجهة عالم يزداد تعقيدا.
وتجدر الإشارة إلى أن جامعة الأخوين، التي صممت على النموذج الأمريكي من حيث نظامها البيداغوجي، منفتحة على القيم المغربية، وتُعد اليوم المؤسسة الإفريقية الوحيدة الحاصلة على اعتماد لجنة “نيو إنغلاند” الأمريكية (NECHE)، وهي الهيئة التي تعتمد بدورها جامعات مرموقة من قبيل هارفارد.
ويُجمع متتبعو الشأن الأكاديمي أن ثلاثة عقود من الحضور النوعي، والاعتراف الدولي، جعلت من الأخوين منارة أكاديمية رائدة على المستوى الوطني والقاري، تنحت مسارها بهدوء وثقة نحو مغرب المستقبل.