
بأسماء الله تعالى الحسنَى يُدعى وبها وبصفاتِهِ العُلى يثنَى
عبد الرحمان سورسي
بسم الله الرحمن الرحيم.
الحمد لله رب العالمين, حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه, وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد:
فأسأل الله سبحانه أن يجعلنا من المقبولين.
أيها الإخوة والأخوات : إنّ مِفتاحَ دَعوةِ الرّسلِ معرفة الله بأسمائه وصفاته وأفعالِه، وذلك لتوحيده في العبادة، وإنّ معرفةَ أسماء الله الحسنى وصفاتِه العلى يستلزِم إجلالَه وإعظامَه وخَشيتَه ومهابَتَه ومحبَّته والتوكّلَ عليه والرضا بقضائِه والصبرَ على بلائه، وعلى قَدرِ المعرفة يكون تعظيم الربِّ في القلبِ، وأعرفُ الناس بالله أشدُّهم له تعظيمًا وإجلالًا، ومن عرَف أسماءَ الله وصفاتِه عَلِمَ يقينًا أنَّ المكروهاتِ التي تصيبُه والمحنَ التي تنـزل به فيها مِن ضروبِ المصالح التي لا يحصِيها علمُ العباد . والله يحِبُّ موجِبَ أسمائه وصفاتِه، إلا ما اختص بها من الصفات التي تكون في حق الخالق كمال وفي حق المخلوق نقص، فهو كريمٌ يحبّ الكريم من عبادِه، حليم يحبّ أهلَ الحِلم، عليمٌ يحبّ العلَماء، شكور يحبّ الشاكرين.
إخوة الإيمان، بأسماء الله تعالى الحسنَى يُدعى، وبها وبصفاتِهِ العُلى يثنَى، والله يحبّ مَن يدعوه ويحمده، وأكمَلُ النّاس عبوديّةً المتعبِّد بجميع الأسماء والصفاتِ. وأسماؤُه تعالى لا حصرَ لها، منها تسعةٌ وتسعون اسمًا من أحصاها بالعلم بما ثبت في الكتاب والسنة؛ وبمعانيها؛ والعمَلِ بمقتضاها؛ دخلَ الجنّة. {وَلِلَّهِ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ.
وفيما يأتي توضيح لمعاني بعض أسماءه تعالى :
{الدَّيَّانُ).[٩٩][٩٥] الشّافي: الله الذي يعلم بداء ودواء الأبدان والقلوب؛ فلا مرض يُشفى، ولا ضر يُكشَف إلّا بقدرته -تعالى-، قال رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (اللَّهُمَّ رَبَّ النَّاسِ أذْهِبِ البَاسَ، اشْفِهِ وأَنْتَ الشَّافِي).[١٠٠][٩٥] السّيّد: الله الذي يملك الخلق وهم عبيد عنده؛ فلا يرجعون إلّا إليه ولا يعملون إلّا ما أمرهم به، قال رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (السيد الله تبًارك وتعالى).[١٠١][١٠٢] الوتر: الواحد الفرد الذي لا شريك ولا مثيل له، قال رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (وهو وتْرٌ يُحِبُّ الوَتْرَ).[١٠٣][١٠٢] الطّيّب: المُنزّه عن كلّ نقص؛ فأفعاله وأسماؤه وصفاته هي الأكمل والأطيب، ويحبّ عباده الطيّبين، ولا يقبل إلا الطيّب من الصدقات، والأعمال المُنزّهة عن العيوب الشرعيّة، قال رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (إنَّ اللَّهَ طَيِّبٌ لا يَقْبَلُ إلَّا طَيِّبًا).[١٠٤][١٠٢] المعطي: الله الذي يعطي بلا حدود ولا قيود؛ فعطاؤه واسع لا يمنعه شيء، والذي يمنعه لا يستطيع أحدٌ أن يعطيه، قال رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (واللَّهُ المُعْطِي وأَنَا القَاسِمُ).[١٠٥][١٠٢] الجميل: الموصوف بالحُسن والإحسان، وهو جميل في ذاته وأسمائه وصفاته وأفعاله، قال رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (إنَّ اللَّهَ جَمِيلٌ يُحِبُّ الجَمالَ).[١٠٦][١٠٢] العليّ: الله الذي يعلو بذاته وصفاته وأسمائه عن خلقه.[١٢] الجليل: الله الذي يَعظُم قدره لكماله وجلاله.[١٢] الواسع: الله الذي كرسيه يسع السماوات والأرض.[١٢] الكبير: المُنزَّه عن الوهم والنقائص.[١٢] الباعث: الله الذي يبعث الموتى للحساب.[١٢] الوكيل: الله الذي توكَل إليه سائر أمور الخلق ومصالحهم.[١٢] المُحصي: الله الذي يعدّ ويُحصي دقيق الأمور؛ فلا يفوته شيء منها ولا يُعجزه دليلها.[١٢] المُبدئ: الله الذي بدأ وأوجد الخلق من العدم.[١٢] المُعيد: الله الذي يُعيد خَلقَه للموت بعد الحياة.[١٢] الوالي: المالك والمُتصرّف في كل شيء كيفما يشاء، فيُنعم بعطائه على خلقه ويدفع البلاء عنهم.[١٢] المتعال: الله الذي له الرفعة في الكبرياء والعظمة، وهو رفيع الدرجات مالك للعرش.[١٢] المُنتقِم: الله الذي تُرجى رحمته خوفاً وطمعاً، وتُخشى نقمته وغضبه لعِظَمِ قدرته وجلاله.[١٢] مالك الملك: الله الذي تُنفَّذ مشيئته وإرادته في ملكه فله مطلق التصرف، وقضاؤه لا يُرَد وحُكمه لا حُكم بعده.
اللهم إنا نسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك أو أنزلته في كتابك
او علمته أحدا من خلقك او استأثرت به علم الغيب عندك أن تجعل القرآن ربيع قلوبنا ونور صدورنا وجلاء احزاننا وشفاء لأسقامنا وذهاب همنا وغمنا.
يا أرحم الراحمين يارب العالمين.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا إلى يوم الدين.