
مابعد كورونا، مغرب المعرفة أولا
بقلم الدكتورة مريم أيت أحمد
كل البيوت ،الشوارع ،الوقائع، والأشياء من حولنا، تنذر بنهاية تاريخ، وبداية آخر. لنتأمل مستوى علاقاتنا في البيت، علاقاتنا داخل المجمتع، تغيرت كل دلالاتها الرمزية،وغيرت معها أنماط التفكير المادي، لتبنى قيم جديدة، وفق أنماط مخيال مختلف.
في البيت تحولت العلاقات الأسرية من فردانية، الى جمعية، تغيرت رؤيتنا للأشياء التي كنا نحسبها ضرورية، مقاهي، محلات تسوق، تغيرت علاقتنا بأحلام السفر، واختصار الزمان لبلوغ حلم الهجرة الى أمكنة ماوراء الحدود! تغيرت رؤيتنا بعد أسبوعين من هوس التبضع، وتخزين السلع، الى سؤال مابعد التخزين، هاقد وفرنا أكل سنة بالبيت، ثم ماذا بعد؟شبح الموت قد يلاحق، مخازن مدخراتنا؟!!…. هي أسئلة كثيرة، ستغير رؤيتا لأنفسنا،للآخر، للطعام للدواء، للمرض، ستغير قيمة الزمان ، والأكثر قيمة الارتباط بالوطن الذي أعاد لنا قيم، اعتبار هويتنا الوطنية، في تقييم علاقات القرب والبعد به.
لنتأمل كيف تحول مفهوم ودلالة الدرس الوطني الذي لم نتعلمه جيدا في المدارس، والمحافل والمنتديات، الى مدرسة ملاحم وطنية يومية.
إن عالم ما بعد كورونا، ومن دون شك، سيعيد بناءنا من جديد، وسيصحح مفاهيمنا المغلوطة، عن أنفسنا، عن روابط علاقاتنا بأسرتنا، بمجتمعنا، بالطبيعة، باحترام إنسانية الانسان حولنا، لنتحرر من أوهام الأنا الاحتكارية للارزاق، للمناصب، للاسترزاق، ونعيد الاعتبار إلى أدوار الجماعة البيئية الصلبة، التي قد تُمحى أمام الأزمات، اذا فرطنا في الحفاظ على سلامتها الأمنية، والتعلمية، والصحية، بعيدا عن لغة المحسوبية التفوقية، المدمرة لأسس البناء الوطني أزمة هدنة التخفي الجمعي من التنين الصيني، ستولد لدينا بيئات فاعلة، قادرة على مواجهة عقلية التفقير والتجهيل، والتسطيح، لتستثمر في العقول الذكية ،وتؤهلها معرفيا. فمواجهة جرثومة التنين البيولوجي، المبيد للبشرية ،لايمكن ان تنفذ إلا بأسلحة مقاولات الأفكار ومشاريع ،صناعة الذكاء المعرفي.
هو اذن وعي مغاير يتشكل اليوم في صمت، يعيد تشكيل المخيال وترتيب الأولويات المغيبة،داخل أنساق الضروريات البناءة لمغرب الغد.
# د مريم آيت أحمد رئيسة مركز جسور المستقبل#