
صدى رجالات أسفي في التاريخ – الحلقة 73
إعداد: الدكتور منير البصكري الفيلالي / أسفي
وموازاة مع العمل التربوي التعليمي الغني بالمواقف الإيجابية للسي عبد الله فرحات ، نجد له عدة مبادرات شخصية ساهم فيها بالمشاركة التطوعية ، أهمها الحياة النقابية والانخراط في الجمعيات المنبثقة عنها .. نذكر على سبيل المثال انخراطه في المكتب المحلي للاتحاد المغربي للشغل ومشاركته في التأسيس والقيام بالكتابة في الفرع ، ومشاركته أيضا في تأسيس مكتب الجامعة الوطنية للتعليم وتعيينه عضوا في مجلسها .
وعن التعاضدية المغربية للتعليم ، ساهم الأستاذ عبد الله فرحات في تأسيس فرعها الإقليمي بصفته عضوا في المجلس الوطني ، إضافة إلى العمل على خلق عيادة طب الأسنان الوحيدة بأسفي باسم التعاضدية وتجهيزها وتسييرها ، وكانت هي الثانية في المغرب بعد مدينة طنجة . كما انخرط في جمعية التأمين لرجال التعليم ، فشارك في هذه الجمعية التي
كانت تابعة لفرنسا كممثل إقليمي ل ، MAAIF .ومن 1952 إلى أن حصل المغرب على استقلاله وباسم الاتحاد المغربي للشغل ، قامت بمغربتها مجموعة من رجال التعليم باسم ،
MAEM وإلى اليوم ، فالسي عبد الله فرحات عضو المجلس الوطني حيث ما يزال يقدم ما يملك من جهود للنهوض بهذه المؤسسة خدمة لرجال التعليم . نذكر كذلك جهوده الحثيثة في إنشاء مقتصدية رجال التعليم بأسفي ، إلى جانب أنشطة أخرى ساهم فيها بدور كبير كإحداث دار الشباب سنة 1951 ومكتب للسياحة والإرشاد السياحي ودار الأطفال (لخيرية الإسلامية ) وجمعية العناية بضعاف البصر وجمعية المتقاعدين بإقليم أسفي ، ثم جمعية الوفاق في أوائل فترة الاستقلال ، وهي جمعية تتكون من شباب مسلم ويهود مغاربة . يضاف إلى ما سبق ، التحاقه بفرنسا عام 1960 بعد استقباله من طرف المغفور له الملك محمد الخامس ، وذلك بهدف وضع اللبنة الأولى للبعثة الثقافية المغربية بأوربا . لكنه غادرها بعد سنة نظرا للارتجال الذي كان يطبع العمل ، فعاد إلى أسفي كمدير لمدرسة بضواحي أسفي .
وفي سنة 1962 وبطلب من المرحومين السي عبد السلام بنتاهلة والسي محمد بن عبد السلام غياتي ، بادر الأستاذ فرحات بتنظيم إدارة جديدة بأسفي التي هي اليوم ، المديرية الحالية للتعليم حيث قام بتسييرها إلى حدود 1966 .
والحقيقة أنه يصعب تتبع مسار هذا الرجل الشهم ، نظرا لتعدد الأنشطة التي قام بها طيلة هذا المسار الذي توج بحصول السي عبد الله فرحات على وسامين ملكيين من المغفور له الحسن الثاني ، وسام الرضى من الدرجة الأولى ، ووسام الاستحقاق من الدرجة الممتازة .