ثقافة

الجالية المغربية بالخارج والتحول الجديد في مجال تدبير ملفها

نظمت مجموعة من الفعاليات المدنية والإعلامية والسياسية من أفراد الجالية المغربية بالخارج لقاءا فكريا عن بعد يومه الخميس 17 أبريل 2025 ، حيث شارك فيه نخبة مميزة تضم كفاءات وأطر مغربية من داخل وخارج البلد. وذلك تحت عنوان : الجالية المغربية بالخارج والتحول الجديد في مجال تدبير ملفها؟
عقد هذا اللقاء على إثر اللقاء الأخير ليوم 14 نونبر 2024 (المائدة الفكرية المستديرة، بالمقر المركزي للنقابة الوطنية للصحافة المغربية بالرباط)، وتماشيا مع الخطاب الملكي السامي لذكرى 49 للمسيرة الخضراء 6 نونبر 2024،
والجدير بالذكر أن هذا الخطاب أثار إهتماما كبيرا، وردود فعل قوية في أوساط الجالية المغربية نظرا لما تظمنه من توجيهات وقرارات تخص الحكومة الحالية من أجل هيكلة الإطار المؤسساتي للمغاربة المقيمين بالخارج.
ولكي تتضح الرؤية فيما تتطلبه المرحلة القادمة من تضافر جهود الجميع طبقا للتعليمات الملكية السامية، شارك من خلال أعمال هذا اللقاء نخبة مميزة من أساتدة جامعيين مختصين في القانون والإقتصاد وكذا دكاترة ومهندسون ومدراء شركات وأطر ونشطاء من المجتمع المدني من أفراد الجالية المغربية، زد على هذا مشاركة نخبة نسوية وطنية من داخل وخارج الوطن الحبيب.
استهل هذا اللقاء بكلمة السيد علي زبير مؤطر اللقاء، حيث شكر الجميع على حضورهم وقبولهم الدعوة، مشيرا على أن المسار المغربي للاصلاحات الحقوقية والديمقراطية والتنموية يعرف تطورا ملحوظا داخل المنظومة الدولية، موضحا دور مغاربة العالم وموقعهم في إغناء هذا المسار الإصلاحي. كما بين السيد جمال بوسيف منسق اللقاء إهتمامات جلالة الملك نصره الله بهذه الفئة العريضة من أبناء الشعب المغربي بالخارج؛ وكذا توجيهاته السامية ولا منتهية لكل القطاعات المعنية من أجل إدماجهم ضمن الأوراش الملكية الكبرى وجميع الإصلاحات السياسية والإقتصادية والثقافية بالبلد.
بعدها، قام كل من الساتذة الأفاضل الكتور أحمد الباز والدكتور عبد الكريم بلكندوز والدكتور عبد اللطيف الفكاك بتقديم وجهة نظرهم بخصوص الورش الملكي المتعلق بالجالية المغربية بالخارج وشرح مظامينه و توضيح فوائده ليس فحسب على الجالية بل حتى على المغرب إقتصاديا وإجتماعيا. كما تفضلت كل من الدكتورة للا نعيمة هاشمي علوي، والأستاذة بشرى العمراني بتحليل التوجيهات الملكية من الناحية السياسية والأدبية وأثرها على الروح الوطنية التي يتحلى بها أفراد الجالية تجاه وطنهم الأم وعلى مدى مشاركتهم في أوراش التنمية البشرية والتنموية للبلاد.
وإستحضرت مداخلات كل من السادة: الدكتور محمد العبدوني ألمانيا والمهندسين بوشعيب الهيسوك ألمانيا، وحسن مبروكي بلجيكا وكذا الأطر الجمعوية والفكرية؛ عمر كعواشي فرنسا والحسين ايت علا من إيطاليا وجعفر تادير من بلجيكا ويحيى بنسعيد فرنسا وجواد دقيوق الرباط؛ الخطب الملكية السامية وما تتظمنه دائما من إلتفافات مولوية ورعاية كريمة لأبناء الجالية أينما حلوا ووجدوا، ولم يفت المتدخلين أن اكدوا بقوة على عجز الحكومات المتوالية عن تنزيل مظامين الخطب الملكية وكذا تفعيل ماجاء في دستور 2011 من حقوق سياسية وثمتيلية للجالية المغربية بالخارج.
وأثار باقي المشاركين في اللقاء جملة من الملفات والقضايا التي تهم الجالية ، منها الإدارية والسياسة والتقافية، ولقد إتفق الجميع على أن عدم إجاد حلولا ناجعة وعاجلة لها يشكل أحد العوامل التي تغدي عدم الثقة في مؤسسات البلاد المشرفة على تسيير شؤونها.
وكما جاء في أحد المداخلات أن كلام جلالة الملك نصره الله” وتعزيزا لارتباط هذه الفئة بالوطن، قررنا إحداث تحول جديد، في مجال تدبير شؤون الجالية المغربية بالخارج”. كان واضحا ومفيدا، لكن تماطل الحكومة على برولة سياسات عمومية ملائمة تستجيب لمطالب الجالية وتتلائم مع إنتظاراتها المشروعة، يعد أهم أسباب العزوف السياسي لشباب الجالية وأبنائها وفقدانهم الثقة لهذه الحكومة الحالية.
وفي هذا الموضوع أشار المتدخلون إلى بعض من القضايا والملفات المهمة التي يتطلب أخدها بعين الإعتبار من طرف الحكومة الحالية ،منها:
تفعيل الحقوق السياسية والتمثيلية التي نص عليها دستور 2011؛
تضافر الجهود حول التدبير الجديد لملف المغاربة المقيمين بالخارج
منح مشارعهم وإستثماراتهم كل الضمانات اللازمة.
ومن الإقتراحات العملية التي حضت بإهتمام وتشجيع المشاركين على تفعيلها خلال الأسابيع القادمة:
الإقتراح الأول إنشاء إطار جديد يتماشى مع التوجيهات الملكية الأخيرة (خطاب 20 غشت 2022 و خطاب 6 نونبر 2024)، حيث تُخول له مهمة البحت عن أنجع السبل وأهم الٱليات لتقارب وجهات النظر بين فعاليات وأطر مغاربة العالم، والبحت مع المؤسسات المعنية بشؤون الجالية عن الحلول الملائمة لملفاتها ومطالبها المشروعة منها الثقافية والسياسية والإقتصادية، وسيحمل إطار العمل الجديد إسم :
لجنة الحوار حول الورش الملكي الخاص بالجالية المغربية بالخارج
ستكون هذه اللجنة فرصة للقاءات وتبادل الأفكار ومعرفة الإكراهات والمشاكل التي يعيشها أبناء الجالية في مختلف بلدان إقامتهم، وستكون قوة إقتراحية بخصوص الورش الملكي السامي المتعلق بإنشغالات وتطلعات المغاربة المقيمون بالخارج.
أما الإقتراح الثاني تنظيم ملتقى أخر نهاية شهر أبريل الحالي لإنتخاب أعضاء اللجنة المشارة إليها أعلاه، وتحديد إطار اشغالها ومدة أعمالها، وبحضور عدد من أطر وكفاءات الجالية من مختلف بلدان الإقامة.

هذا، وإيمانا من جميع المشاركين بضرورة تقوية قدرات الجالية المادية والمعنوية والسياسية، خصوصا في هذه الأوقات التي يحتاج فيها المغرب لكل قواه لضمان إستقراره ومسيرته في طريق الرفاهية والتنمية لكل أبناءه تحت الرعاية والقيادة الحكيمة لعاهل البلاد حفظه الله ونصره.
إنتهت أشغال اللقاء، بعد أكثر من ثلاثة ساعات، بكلمة شكر وإمتنان لعاهل البلاد وملكها المنصور بالله على ما يبديه جلالته من إهتمام وعطف ورعاية لأبناء الجالية المغربية.
وفي الأخير كلف كل من السيد علي زبير والسيد جمال بوسيف والسيدة للا نعيمة علوي الهاشمي بالإشراف على تنفيد وتنزيل ما جاء في هذا القاء المبارك والناجح بفضل كل المشاركين.

Strasbourg 19 Avril 2025

السيد علي زبير: مؤطر اللقاء
السيد جمال بوسيف: منسق اللقاء
السيدة بشرى العمراني: مقررة اللقاء
السيد الحسين ايت علا: مبرمج اللقاء

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

ثلاثة عشر + 9 =

زر الذهاب إلى الأعلى
MCG24

مجانى
عرض