ثقافة

صدى رجالات أسفي في التاريخ – الحلقة 80

إعداد: الدكتور منير البصكري الفيلالي / أسفي

المهندس عبد الله الفلكي :

موازاة مع هذه المسؤوليات التي أتينا على ذكرها في الحلقة السابقة ، تولى السي الله الفلكي إدارة محطة خدمة ” شال ” في الدار البيضاء بالتوازي مع نشاطه في مجال الأرصاد الجوية من عام 1964 إلى 1968 ، إضافة إلى إدارته لشركة نقل الغاز( البروبان والبيوتان ) عام 1981 إلى غير ذلك من الأعمال الخدماتية التي نجح في تدبيرها ..فكان فاعلا اقتصاديا ناجحا ومتميزا .
ولعل سر هذه النجاحات يعود إلى نشأته في وسط مشبع بروح الوطنية الصادقة والعمل الجاد ..فوالده رحمه الله كان أمين صندوق حزب الاستقلال في أسفي ، وكانت والدته أيضا ناشطة تعمل في قسم النساء داخل أروقة الحزب المذكور .. كما كان هو نفسه عضوا في حزب الاستقلال وهو في سن الخامسة عشر من عمره ، يحضر اجتماعات الحزب ويساهم بإيجابية في نشاطه السياسي .. كما كان من الأعضاء المؤسسين للشبيبة الاستقلالية بأسفي التي كان مقرها بالمدينة العتيقة ، فكان يقدم الدعم المطلوب لأولئك الذين كانوا في حاجة إلى دعم في الرياضيات ومدهم بالكتب واللوازم المدرسية .. دون أن ننسى الخدمات التي كان يقدمها لأعضاء المقاومة في أسفي ضدا على ما كان يقوم به المستعمر الفرنسي من تضييق على المقاومين ، فقام بتطوير ختم مطاطي يدوي يمثل اليد السوداء للراحل السي علال الواصلي . إضافة إلى مشاركته ضمن الوفد الذي سيمثل الشبيبة الاستقلالية بأسفي في مهرجان الشباب الأول بالرباط . علاوة على انخراطه منذ 1957 في اتحاد طلبة المغرب UNEM ، وحين بدأت تتسرب بوادر الانتهازية بدل العمل الوطني الجاد ، انضم إلى الحركة المنقسمة داخل حزب الاستقلال ، وهي حركة كان يقودها الراحل المهدي بن بركة ، فأصبح عضوا في UNFP إلى جانب الدكتور التهامي والسي لخزامي حيث أنشاوا قسم UNFP في مدينة أسفي . وللتذكير ، فإنه أثناء متابعة دراسته بفرنسا ، التحق السي عبد الله بالحزب الشيوعي الفرنسي ، وعند عودته للمغرب وحتى عام 1962 سينضم إلى
PPS( الاسم الجديد للحزب الشيوعي المغربي السابق ) الذي كان يحمل أفكارا تقدمية لم يكن لها تأثير آنذاك على القاعدة الشعبية .. فقرر الاتجاه نحو العمل النقابي من عام 1962 إلى عام 1967 ، فكانت له عدة أنشطة نقابية على مستوى هيئة الأرصاد الجوية وعلى مستوى مهندسي الأشغال العمومية من خلال إنشاء نقابةUMT . وفي عام 1966 سيتم انتخابه أمينا عاما لاتحاد الأشغال العمومية . وسيتخلى عن كل المهام الحزبية والنقابية منذ ماي 1968 حين التحاقه بالمكتب الشريف للفوسفاط .
وفي المجال الرياضي ، نسجل أنه أثناء دراسته الثانوية ، كان لاعبا في فريق أسفي لكرة السلة للناشئين إلى جانب الجنرال بنوري والمرحوم الكوموندن ( القائد) لحكيم ، كما لعب في فرنسا ضمن فريق كرة السلة للطيران المدني بباريس . وخلال فترة نشاط الأرصاد الجوية ، شارك السي عبد الله الفلكي في إنشاء نادي الطيران المدني لكرة المضرب بالدار البيضاء ، فكان ممارسا ماهرا لهذه اللعبة .. كما كان ماهرا في مجال العاب الورق الإسبانية ( TOUTI . SOLO . .. ) حيث لعبها بانتظام وقام في الآن نفسه بتطوير ونشر كتاب باللغة الفرنسية عن ألعاب الورق بالمغرب ، ترجمه إلى اللغة العربية فيما بعد .
وفي فرنسا تعلم العزف على ” الجسر (Bridge ) مع زملائه الفرنسيين ..
يبدو مما سبق مدى تأثير البيئة الأسفية تأثيرا واضحا على حياة السي عبد الله الفلكي التي شكلت تصوراته بأشد الوضوح وخاصة منذ نعومة أظافره ، فنشأ هادئ الطباع ، صبورا حليما .. إذ نجد بيوت العلم غالبا ما يظهر على تربيتها التزام أبنائها بالعلم والمعرفة . فالبيئة التي أحاطت بالسي عبد الله الفلكي قد أثرت عليه وكانت سببا فيما حققه من أعمال رصينة بوأته مناصب عليا كان أهلا لها .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

عشرة + اثنان =

زر الذهاب إلى الأعلى
MCG24

مجانى
عرض