
أثر الثقافة الإسلامية في الشعر الملحون المغربي – الحلقة الحادية عشر
إعداد : د. منير البصكري – أسفي
دائما مع ما لشاعر الملحون من ثقافة إسلامية ، تلقاها وتشبع بها ، وسعى من خلالها إلى تكوين ذات مسلمة مستقلة استقلالا تاما ، تأخذ عن غيرها ما ينفعها وما يدفعها إلى الأمام
يقول الشيخ المغراوي مذكرا في إحدى قصائده بأسماء الأنبياء ، فهو يعرفهم حق المعرفة :
وين نوح فســـــــــــلام وين لفضيل ســـام
وين يدفت وحـــــــــــــــــــــــــام
وين أيوب أفلرصام وين صالح وحــام
وين داود لهمــــــــــــــــــــــــام
وين ابراهيم وين اسماعيل لمجد وين إسحاق وين يعقوب أولاده
وين إلياس وين دانيال أهلى الجد وين ذا النون اسرور قلبه واعياده
وين ادريس زال به اغيار النكد أذا القرنين من ابلغ في تجهـــــاده
وين موســــى الـــمعهــــــــــود وين شعيب أهــــــــــــــــــــــــود
وين النـــمرود أصــــــولتـــــــو وين جالوت أدنيتــــــــــــــــــــــــو
وين فرعون ألامتـــــــــــــــــــــو
ويتوج هذا الاطلاع بالحديث عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم ، فهو في طليعة هؤلاء الرسل والأنبياء ، وبالنسبة لشعراء الملحون ، فهو صورة من انبهارهم بهذه المعجزة ، إذ إن حبهم وتعلقهم بالرسول عليه أفضل الصلاة والتسليم ، لا يقل عن حبهم للمولى عز وجل ، عملا بقوله تعالى : ” من يطع الرسول فقد أطاع الله ” وقوله : ” يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول …” لذلك فمحبته صلى الله عليه وسلم أكمل مظهر وأعلاه ، وأجمعه وأوفاه لآيات محبة الله . وهكذا كا ن حضوره ماثلا في معظم قصائد شعراء الملحون ، أساسه هذا النور المبين الذي جاء به سيدنا محمد عن ربه الكريم .
وتأسيسا على ذلك ، جاءت قصائدهم مثالا صادقا ومرآة صافية نرى من خلالها سيرته العطرة ، ونبل أخلاقه ، وكمال أوصافه وعظيم شمائله . فالله تعالى قد جعل نبيه خيرة خلقه واختاره لأكرم رسالة وأعظم د عوة، وكان هذا المقام محتاجا إلى التأييد والتمجيد والتكريم والتعظيم ، لأن العظائم كفؤها العظماء .
يقول شاعر الملحون الشيخ الحاج ادريس الأزموري
يانور النور الزاهر يامن بك الدنيا والاخرا زاهــــرا
يا سر السر الباهـــر ياروح الروح اللي متشرفا طاهرا
يا من مدادك حاضر واسرارك على العباد باينة ظاهرا
يا خير الخلق الظاهر صلى الله اعليك يا امام الــــــــــورى
يا محبوب الرحمان يا رفيع المكان يا نسان الاعيـــــــــان
يا ضيا كل عين
أنت اللنورك كان قبل ايكون الزمان كانت منه الاكوان
وانتشر كل زين
اقسم نعم المنان للقلم بالبيـــــــان لولا وجهك لكـــــان
شي من الكاينين …
وإلى ذلك أيضا يشير الحاج الصديق بقولــــــــــــــه :
لولا هو لخرجت الدنيا من عدم العدام لا شرق انوار فالظــــــــــــلام
لولا عين الوجود عين الرحم لكانت ليام ولا اشهور واعـــــــــــــــــــــوام ..