مجتمع

الرشيدية .. تعزيز أسطول حافلات النقل المدرسي لمحاربة الهدر المدرسي

تبذل مجهودات كبرى على مستوى إقليم الرشيدية من أجل محاربة الهدر المدرسي في العالم القروي، لا سيما من خلال تعزيز أسطول حافلات النقل المدرسي المخصصة للعديد من المؤسسات التعليمية في الجماعات الترابية بالإقليم.

وتتضافر جهود العديد من المؤسسات والمصالح المحلية من أجل محاربة الهدر المدرسي الذي يعتبر من العقبات الأساسية التي تحول دون تحقيق نتائج جيدة في نسب التمدرس بالإقليم، ومعالجة أسبابه المتمثلة، على الخصوص، في عدم القدرة على التنقل لمسافات بعيدة للالتحاق بالحجرات الدراسية.

وتهدف هذه الإجراءات إلى تحقيق مبدأي الإنصاف وتكافؤ الفرص في الولوج إلى المدرسة، خاصة بالوسط القروي والشبه حضري والمناطق ذات الخصاص.

ويعتبر النقل المدرسي من الوسائل الكفيلة بالحد من هذه الظاهرة التي تجندت عدة أطراف في الإقليم من أجل المساهمة في محاربتها، عبر توزيع حافلات للنقل المدرسي على جماعات قروية، حيث جرى مؤخرا تسليم بعضها في إطار الشراكة القائمة بين المديرية الإقليمية للتربية والتكوين بالرشيدية والوكالة الوطنية لتنمية مناطق الواحات وشجر الأركان، والمجلس الإقليمي بتنسيق مع المبادرة الوطنية للتنمية البشرية.

وكان المجلس الإقليمي قد صادق على هذه الاتفاقية خلال دورة شتنبر الماضي بغية المساهمة في اقتناء حافلات للنقل المدرسي، في الوقت الذي تدرس فيه هذه الأطراف سبل إنجاح مشروع آخر لتزويد مؤسسات تعليمية بحافلات جديدة لتغطية أكبر عدد من المناطق القروية بالإقليم، في سياق التنسيق بين الجماعات الترابية والقطاعات التي تحتاج إلى الدعم الاجتماعي.

وجرى أمس الأربعاء، ضمن هذه العملية التي ترأسها والي جهة درعة تافيلالت وعامل إقليم الرشيدية، السيد يحضيه بوشعاب، تسليم حافلات للنقل المدرسي لمؤسستين تعليميتين، هما ثانوية الزيتون الإعدادية بالجماعة الترابية الخنق، وثانوية المختار السوسي الإعدادية بالجماعة الترابية ملعب.

وكانت المرحلة الأولى من هذه المبادرة قد شملت ثلاث مؤسسات تعليمية، هي ثانوية ابن حزم التأهيلية بالجماعة الترابية مدغرة، وثانوية مولاي يوسف الإعدادية بالجماعة الترابية أرفود، والثانوية الإعدادية أبو بكر الصديق بجماعة السفالات.

واعتمدت هذه العملية على معايير لانتقاء المؤسسات التعليمية ذات الأولوية، منها عدد التلاميذ والتلميذات، والموقع الجغرافي للمؤسسة التعليمية، والحكامة ومدى القدرة على التدبير.

وتهدف إلى تنشيط الحياة المدرسية، حيث يساهم النقل المدرسي في مجالات تهم نقل التلاميذ المشاركين في التظاهرات الرياضية الإقليمية والجهوية والوطنية، وتنقلات التلاميذ إلى المنتديات التربوية الخاصة بالتوجيه المدرسي والمهني، وزيارة بعض الفعاليات الثقافية من قبيل معرض الكتاب والمشاركة في المنافسات الرياضية المدرسية.

كما تساهم عملية توفير حافلات النقل المدرسي في الجماعات القروية، التي تندرج في إطار الجهود المبذولة الرامية إلى التقليص من الفوارق الاجتماعية والمجالية، في الحد بشكل كبير من نسبة التسرب الدراسي في العالم القروي، وعزلة بعض الجماعات الترابية.

وتأتي هذه الخطوات في سياق مجهودات تبذل على مستوى جهة درعة تافيلالت، حيث أشارت الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين إلى أن محور النقل المدرسي، قد عرف ارتفاعا ملحوظا في عدد الحافلات وعدد المستفيدين، حيث انتقل من 281 حافلة في الموسم الدراسي 2016-2017 إلى 692 وحدة نقل حاليا، وكذا زيادة في عدد المستفيدين والمستفيداات بنسبة 58 في المائة.

ويتضمن عمل الأكاديمية مجالات تهم، على الخصوص، تحقيق الإنصاف وتكافؤ الفرص في ولوج التربية والتكوين، وتطوير النموذج البيداغوجي وتحسين جودة التربية والتكوين، وتحسين حكامة منظومة التربية والتكوين وتحقيق التعبئة المجتمعية حول الإصلاح.

ويؤكد الفاعلون التربويون أن من شأن هذا الدعم الاجتماعي المخصص لتلاميذ وتلميذات الإقليم أن يحدث تأثيرا على مؤشرات التمدرس على صعيد الجماعات القروية، مبرزين أن حافلات النقل المدرسي ستعزز الأسطول الحالي في أفق تعميم التجربة التي تساهم في تشجيع الفتاة القروية على الولوج إلى المدرسة، وبالتالي تسجيل نسبة هامة من التمدرس في مناطق كانت تعرف مشاكل على مستوى تنقل المتمدرسين.

ومع

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

4 × اثنان =

زر الذهاب إلى الأعلى
MCG24

مجانى
عرض